بناء ليبيا المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسارع ليبيا الخطى لتفعيل الحل السياسي، مع ضمان احترام سيادة البلاد ووحدة أراضيها، حيث تعول على مؤتمر «برلين 2»، الذي ينعقد اليوم لمعرفة مدى رغبة المجتمع الدولي في مساعدتها للتوصل إلى تسوية سياسية نهائية، تضمن إخراج المرتزقة الذين كانوا سبباً رئيسياً في الفوضى والانقسامات التي تعيشها البلاد، فإذا تم ذلك فإنه يسهل دون أدنى شك، مسار تحقيق المصالحة الوطنية، وتنظيم الانتخابات الرئاسية في موعدها، بما يساعد على إنهاء المرحلة الانتقالية وبناء دولة ديمقراطية.

ليبيا التي تواجه تحديات أمنية وسياسية، تدرك أن بناء الدولة المدنية الديمقراطية لا يمكن تحقيقه إلا إذا توفرت له بيئة السلام بعيداً عن الإملاءات الخارجية التي أعاقت الحل السياسي في السابق، وحالت دون تحقيقه، لذلك فإنها حريصة على عدم هدر الفرص حالياً لاستكمال الخطوات اللازمة لإقرار الاتفاق السياسي الذي شكل مخاضاً لمسارات الحوار، والتصدي للتحديات المتبقية في تنفيذ خارطة طريق منتدى الحوار السياسي الليبي، والاستثمار في هذا المؤتمر لبعث المصالحة الحقيقية، انطلاقاً من إدراكها أن المرحلة الراهنة تتطلب تماسك المجتمع، وقوة الدولة.

وغني عن القول إن استعادة وحدة وقوة كل مؤسسات الدولة الليبية، وإن كانت المهمة صعبة، إلا أنها غير مستحيلة إذا ما أمسكت الدولة بالحلول والمعطيات في أيّ محفلٍ حواري، حيث إن عهد التفتت والفرقة والانفصال في ليبيا قد ولّى إلى غير رجعة. ولربما فرض حكومة الوحدة الوطنية قوة القانون على الجميع وانتصاراتها على دعاة الانقسام بفتح الطريق الساحلي المغلق منذ 2019، ستكون الحافز الإضافي لمواصلة التطهير والتنمية والبناء للوصول بليبيا إلى بر الأمان.

Email