مهمة «الأمل»

ت + ت - الحجم الطبيعي

صورة بديعة، مليئة بالتفاصيل، أرسلها «مسبار الأمل»، مدشناً بها مرحلة جديدة من مهمة الإمارات التاريخية لاستكشاف المريخ، ويدخل بموجبها مرحلة جمع البيانات الجديدة عن الكوكب الأحمر، الذي بات اليوم أبعد نقطة وصل إليها العرب.

وغني عن القول إن هذه الصورة لا تمثل فقط مؤشراً إلى كفاءة الأجهزة العلمية للمسبار وجودتها وانسيابية عملها وفق الخطط الموضوعة، بل تؤكد، كذلك، أن المهمة التاريخية تمضي قدماً نحو مرحلة الانتقال إلى المدار العلمي المتوقعة في أبريل المقبل.

ومما يدعو إلى فخر واعتزاز كل عربي أن هذه الصورة، كذلك، بالمعطيات التي تقدمها للمجتمع العلمي، تشكل واحدة من اللحظات الفريدة، التي تترجم طموح دولة الإمارات والعرب لبلوغ آفاق ومجالات جديدة من التعاون الدولي والمساهمة في الحضارة الإنسانية من خلال المعرفة والعلم.

لقد أصبحت الإمارات خامس دولة في العالم وأول دولة عربية، تنجح في الوصول إلى كوكب المريخ؛ وستعزز على مدار أيام هذه المهمة الطموح، والتي تدوم 687 يوماً أرضياً، من المعرفة الإنسانية حول المريخ والفضاء، في سياق مشروع يدار بكفاءة بأيدٍ إماراتية وعربية.

إن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ يخدم البشرية بشكل عام والمجتمع العلمي بشكل خاص، إذ سيتم وضع المعلومات التي يجمعها المسبار من خلال أبحاثه في كوكب المريخ ومن دون مقابل، في متناول أكثر من 200 مؤسسة علمية ومركز أبحاث في العالم.

ومما لا شك فيه، فإن هذا المشروع العلمي الإماراتي الطموح سيحدث تحولات جذرية في تطوير قدرات دولة الإمارات والعالم العربي في مجال البنى التحتية الهندسية والصناعية والعلمية والبحثية.

وبهذا يتحقق الأمل، وتتفوق الإمارات.

Email