خطوات مدروسة

ت + ت - الحجم الطبيعي

خطوات الدولة مدروسة. وهي لهذا تثمر، ولا تتوقف عند سقف، وتتابع في ثبات نحو جني ثمار السياسة الحكيمة، التي تعد بنقل المنطقة وشعوبها إلى عهد جديد من النماء والازدهار.

وبهذا، ليس غريباً أن معاهدة السلام، لم تتوقف عند حدود السياسة، وانتقلت على الفور نحو تشييد أواصر التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة، التي تتوق إلى مغادرة منطقة العبث والعدمية إلى آفاق الاستقرار والإيجابية.

ومن هنا، فإن زيارة أول وفد إماراتي إلى إسرائيل، أمس، عقب توقيع معاهدة السلام التاريخية بين الدولتين «الاتفاق الإبراهيمي»، دشنت نموذجاً جديداً من التعاطي مع قضايا المنطقة، وآمال شعوبها، فوضعت أسساً جديدة للعلاقات الثنائية، وبنت أرضية للتعاون الاقتصادي، تمثلت بأربع اتفاقيات تعاون، من أبرزها إعفاء متبادل من التأشيرات لمواطني البلدين.

شهدت الزيارة إلى جانب ذلك، وعلى نحو لافت، الإعلان عن إنشاء صندوق إماراتي أمريكي إسرائيلي، «الصندوق الإبراهيمي»، بـ3 مليارات دولار لتعزيز الازدهار في الشرق الأوسط وخارجه. في مبادرة تعد جزءاً لا يتجزأ من المعاهدة، التي وقعت بين الطرفين بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، ويهدف إلى تسليط الضوء على فوائد السلام من خلال تحسين حياة شعوب المنطقة، وتجسيداً للإرادة المشتركة التي تسعى للنهوض بالمنطقة.

إن أهمية هذه الاتفاقيات تأتي من حقيقة أنها ترسي أسس الشراكة التجارية والاستثمارية، وتعزز قدرة القطاع الخاص على قيادة جهود توطيد التعاون الاقتصادي الإقليمي. وكذلك من انفتاحها على الأطراف الأخرى في الإقليم، وترحيبها بمشاركة الدول الأخرى في تحقيق الأهداف التنموية.

لقد كانت الخطوات العملية، والرؤية الموضوعية الثاقبة، هي نهج القيادة الرشيدة، التي بنت نموذج الإمارات الفريد، وهيأت له المكانة العالمية المرموقة.

Email