هوس تركي بتأجيج الصراعات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تروّج تركيا لنفسها من خلال ما سمّاه سياسيوها معادلة «صفر مشكلات»، ولكن لم يمض وقت طويل حتى استفاقت شعوب المنطقة على يد تركيا العابثة تمتد إلى كل مكان ممكن، تؤجج الصراعات هنا، وتتدخل هناك، وتؤلب المجموعات السكانية والعرقية في الجوار على بعضها البعض.ولم يتوقف الأمر على ذلك، إذ استمرأت أنقرة رعاية المجموعات الإرهابية، حيثما طالت يدها، ناهيك عن دعمها العلني لجماعة الإخوان التخريبية، ومخططها الإجرامي القاضي بإعادة المنطقة إلى عهود ظلامية، وتحويلها إلى بؤرة مشتعلة، لا تهدأ فيها براكين الاضطرابات السياسية والاجتماعية والعرقية.

وفي الواقع، فإن ما اقترفته وتقترفه تركيا اليوم، ليس مجرد سياسة طائشة، ناجمة عن عماء أخلاقي، بل هي أجندة معروفة ومقصودة، تقوم على الاستثمار في الصراعات، والمتاجرة بالحروب وضحاياها، في سياق من الأطماع تفوق حجم تركيا الواقعي وأكبر كثيراً من أي دور إقليمي يمكن أن تضطلع به.

من سوريا، إلى ليبيا، إلى العراق، إلى مشاحنة مصر والكيد لها، ومحاولات استفزاز اليونان وقبرص، وتحويل البحر الأبيض المتوسط إلى بحيرة من الدماء، تنتقل اليوم إلى الإيقاع بين أرمينيا وأذربيجان، فتؤجج نزاعاً قديماً هادئاً بينهما، محاولة تحويله إلى حرب دموية.

إن الدور التركي الخبيث في غير مكان، يؤكد أنها في سياساتها الحالية، بعيدة عن التشارك مع المجتمع الدولي والمساهمة معه في فتح آفاق التنمية والازدهار عبر الاستقرار، وأنها تتجه بجموح إلى محاولات إغراق المنطقة في صراعات دموية مزمنة.

هذه السياسة العدوانية لا يمكن أن تعود على تركيا نفسها بالخير، ولا بد، سيحين الوقت، الذي يتفرغ فيه المجتمع الدولي للتصدي لسياسات تركيا، وتدخلاتها المتكررة في شؤون الغير، وانتهاكاتها السافرة سيادة البلدان.

Email