غضب ليبي متصاعد

ت + ت - الحجم الطبيعي

الأوضاع المزرية التي تعيشها ليبيا، بسبب تحكّم الميليشيات بمصير البلاد، والفساد في حكومة طرابلس، أخرجت الناس إلى الشوارع، رفضاً لهذه الممارسات التي ألقت بهم في فم الفقر والفاقة. إذ إن نار انتفاضة الزاوية انتشرت بسرعة في هشيم سلطة «حكومة الوفاق»، فعمّت التظاهرات مصراتة وصبراتة فالعاصمة طرابلس، في ثورة غضب شعبية عارمة.

هذه الانتفاضة تؤكد أن الليبيين فاض كيلهم بسبب تردّي الأوضاع المعيشية، حيث إن المتظاهرين يشددون على النأي بأنفسهم عن أي توجّه سياسي أو تبعية لأي طرف، كما جاء في بيان لهم، مشيرين إلى أن دواعي انتفاضتهم حقوقية بحتة.

وبما أنهم وطنيون وينتمون إلى بلدهم، فقد طالبوا بالحفاظ على وحدة التراب الليبي، وإخراج المرتزقة، وانتزاع حقوق الشباب، وتفعيل القانون، وإنهاء حكم وسيطرة الميليشيات، ورفض التدخل الخارجي.

ليبيا في ظل حكومة السرّاج، ورغم أنها بلد نفطي، فإنها تعاني سوء الأوضاع المعيشية، ونقص السيولة في المصارف، وانقطاع الكهرباء والمياه، ونقص الوقود، وتأخر صرف الرواتب، وسوء الأوضاع الأمنية. هذا فضلاً عن صراع الميليشيات وأجنحة سلطات حكومة الوفاق في مدن غرب البلاد.

التظاهر وسيلة مشروعة للتعبير عن مطالب شعب يعاني الأمرّين منذ تسع سنوات، لذا يجب ألا يقابَل الاحتجاج بإطلاق الرصاص على المحتجين العزّل الذين يقاسون تردّي الخدمات العامة والفساد والضغوط الاقتصادية، بل إعطاؤهم فرصة للتنفيس عن غضبهم والنظر في مطالبهم المشروعة.

Email