تقوية مسارات الوعي الإنساني

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم ما يكابده العالم من تحديات وأزمات خطيرة بسبب انتشار وباء «كورونا»، لا يزال التوتر والاضطراب السياسي والعسكري مستمراً، ما يؤثر في كل الجهود العالمية لمكافحة الجائحة.

للأسف الشديد هناك من يستغل المحنة التي تمر بها البشرية في مواجهة عدو يستهدفها، للمناورة السياسية والمتاجرة بآلام الناس، حيث غلَّبت فئة مصلحتها الذاتية، فلم تُعِرْ أي اهتمام لجميع النداءات، المتوالية للسلام وحقن الدماء ونبذ الخلافات، رغم أن الظرف الحالي يستوجب على الجميع إعادة ترتيب أولوياته وتبنّي استراتيجية عالمية تركز قبل كل شيء على الإنسان، كل إنسان، بعيداً عن الأنانية.

من المفترض في أوقات الأزمات تحييد الخلافات بين الدول وتقوية مسارات الوعي الإنساني العالمي بأهمية الحياة، فالعالم في معركة بلا سلاح أو ذخيرة، نواجه فيها عدواً فتاكاً خفياً لا يرحم، وبعيداً عن الحسابات السياسية التي لا تستقيم مع الكوارث التي حلت بالبشرية، فإن التعاون التام، بين جميع الدول دون استثناء، من شأنه تخفيف عواقب هذه الجائحة بمختلف تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية، وإزالة العوائق والعراقيل أمام السلام والاستقرار.

هذه فرصة للعالم لصناعة المنافسة الشريفة التي ترسم ابتسامة الأمل، وتبني محطات العطاء لمستقبل البشرية، واكتشاف الخزّان الخفي من الود والوئام، بالاستفادة مما ورثته الإنسانية من التنزيل الحكيم لإعادة بناء العلاقات الدولية وأنسنتها، فالإعلاء من شأن القيم الإنسانية وترسيخها، من شأنه الحد من تداعيات الجائحة على الدول والشعوب، وتشكيل أساس للتعاون المستقبلي.

Email