الغزو التركي يتداعى

ت + ت - الحجم الطبيعي

تراجعت الأوراق التركية في سوريا بعد رضوخ أنقرة للواقع الجديد في إدلب، بانتظار فهمها الجيد للوضع في ليبيا، وإنهاء رهاناتها في الوصاية على هذا البلد.

فقد أظهرت المعطيات فشل أدوات الرئيس التركي أردوغان في تحقيق أطماعه التي لا تخفى على أحد.تراجع أردوغان في إدلب رغم ممانعته لتقدم مشروع الدولة السورية وانتصارات جيشها، جاء ليؤكد أن أنقرة قد بدأت تستعدّ لهذا المسار كتطور حتمي.

وومما لا شك فيه أن القضاء على المجموعات الإرهابية في إدلب، سيفرض معادلة أنه لم يعد هناك من مبرر مصطنع وكاذب لاحتلال الجيش التركي لأراضٍ سوريا، سيما وأن خواتيم المعارك يكتبها السوريون وليس سواهم.

التحولات المفصلية في الوقائع والأحداث التي نتجت عن مشروع الغزو التركي الذي لم يكتمل ولم ينجح لا في سوريا ولا في ليبيا، جاءت لتؤكد أن الخيارات ضاقت أمام أردوغان ونظامه، بحيث صار في وضع لا يحسد عليه بالنظر لارتفاع منسوب الضغوطات الدولية عليه، بعد دفعه بأرتال المجرمين الإرهابيين لشن الهجمات على سوريا وليبيا، وبات حالياً بحاجة إلى مُنقذٍ يؤمن له مخرجاً كي لا يقع عن حافة الخسارة، وهو ما تجلى في قبوله اتفاق إدلب في انتظار تصعيد الضغوطات لتجميد الاتفاقية الأمنية مع حكومة الوفاق التي فرّطت في سيادة ليبيا، وشجعت أنقرة على جلب الإرهابيين.

Email