أوروبا تصفع المراوغات الإيرانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتجاز سلطات جبل طارق، بالتعاون مع أفراد من البحرية البريطانية، سفينة نفط إيرانية، يُعدّ تطوراً لافتاً للأزمة التي تعيشها طهران مع المجتمع الدولي، لا سيما أن هذه الخطوة تعكس، بما لا يدع مجالاً للشك، نفاد صبر الاتحاد الأوروبي تجاه المراوغات الإيرانية فيما يتعلق بالاتفاق النووي.

يقيناً، إن هذا الرد الأوروبي الصارم تجاه النظام الإيراني لم يكن وليد اللحظة، بل سبقته محاولات أوروبية مضنية من أجل إقناع طهران بالكفّ عن سياستها «المناورة» وضرورة الالتزام بالاتفاق النووي، غير أنه يبدو أن هذه المحاولات ذهبت أدراج الرياح وسط التعنت الإيراني الرامي إلى رفع نسبة اليورانيوم المخصب، ما يعني نسف اتفاق «5+1».

الأزمة الحقيقية التي تعيشها إيران وتسببت في عزلتها دولياً ليست كما يروّج نظامها بأن هناك مؤامرة غربية على هذا البلد الذي يرزح تحت وطأة العقوبات الاقتصادية الأمريكية، بل تتمثل في النظام الإيراني الذي يتعامى عن رؤية شاخصة أمام الجميع، تتمثل في أنه يجني ثمار ما تصنعه سياسته التخريبية في المنطقة، هذا هو بيت القصيد في أزمة النظام الإيراني، وهذه هي سياسته التي تسببت في عزلته ووضعه في مرمى نيران العقوبات الأوروبية والأمريكية.

وطالما استمر النظام الإيراني في التعنت واتباع السياسة نفسها، سيغلّظ المجتمع الدولي عقوباته التي- مع الأسف الشديد- يدفع ثمنها الشعب الإيراني وحده.

Email