التصميم على التصعيد

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع عدول واشنطن عن توجيه ضربة لإيران؛ كان ينتظرها العالم كله خلال الأيام الماضية، بعد إسقاط نظام طهران الطائرة المسيرة الأمريكية، ومع تصريحات الرئيس ترامب المهدئة للأزمة وإبدائه الاستعداد للجلوس والحوار مع الإيرانيين، توقع الجميع تراجعاً من الجانب الإيراني وتهدئة للأوضاع في المنطقة، لكن للأسف الشديد صعّدت إيران من تهديداتها لجيرانها، وزاد التصعيد بالهجوم الإرهابي الثاني الذي شنته ميليشيات الحوثي الإيرانية بعد أيام قليلة من الهجوم الأول على مطار أبها السعودي، والذي أسفر عن ضحايا وجرحى مدنيين، مما يعكس نزعة العداء والإرهاب الراسخة في هذه الميليشيات الموجهة بشكل مباشر من طهران، وهذا يعكس عدم الاحترام التام من إيران وأذرعها الإرهابية في المنطقة للمجتمع الدولي، وعدم إيمانها بضرورة السلام والاستقرار في المنطقة، وانعكس ذلك في الإدانات الحادة من العديد من الدول وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث استنكرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في بيان لها، بشدة هذا العمل الإرهابي الذي يخالف القوانين والأعراف الدولية كافة، واعتبرته دليلاً جديداً على التوجهات العدائية والإرهابية لميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وسعيها إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة.

هذا العناد والإصرار على التصعيد يطرح التساؤل الهام حول أهداف إيران وميليشياتها من هذه السياسات الإرهابية العدائية، وحول مستقبل السلام في المنطقة ومدى صبر المجتمع الدولي على تحمل هذا الإرهاب الذي يفوق إرهاب تنظيمات القاعدة وداعش في أنواع السلاح المستخدم فيه والذي لا يمكن لميليشيات الحوثي الإرهابية أن تملكه لولا الدعم الإيراني.

Email