تبرئة مرفوضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

توالت ردود الأفعال الدولية الرافضة والمنددة بالهجوم الذي استهدف ناقلتي نفط كانتا تبحران في خليج عُمان.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إجراء تحقيق لكشف الحقائق وتحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم، بينما وجّهت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا اتهامات مباشرة لإيران بالمسؤولية عن الهجوم.

ورغم أن دول الخليج العربية لم توجه حتى الآن الاتهام لإيران، إلا أنه من المنطقي الربط بين هذا الهجوم وما سبقه منذ أيام من استهداف ناقلات نفط أخرى في قبالة المياه الإقليمية لدولة الإمارات، كما أن هناك مؤشرات وعلامات تشير لمسؤولية إيران عن الحادث، رغم هذا إلا أن بعض الجهات تحاول تبرئة طهران من هذه الأحداث، خاصة الهجوم الأخير.

وذلك بحجة أن إيران تسعى إلى تهدئة الهجوم الحاد ضدها وإبعاد مسؤوليتها عن عدم الاستقرار في المنطقة، وأن الهجوم الأخير يأتي في وقت مساعي بعض الجهات للتهدئة بين طهران وواشنطن، ولكن هذه الحجج وهذه التبرئة المزعومة لا تصمد أمام سمعة إيران ومساعيها المستمرة لإثارة القلاقل في المنطقة.

كما أن إيران نفسها تستوعب هذه الحجج لتبرئتها، وتسعى إلى استخدامها لإبعاد الشبهات عنها، وتسعى في الوقت نفسه لإلصاق التهم بجهات أخرى، الأمر الذي قد يعطي قناعة بأنها تقوم بهذه الأفعال في هذا التوقيت بالتحديد حتى تبعد الشبهات عنها. أساليب الهجوم على سفن الشحن توحي بوجود دولة وراءها، اعتادت ممارسة هذه الأساليب، واعتادت تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو الأمر الذي يضعف من حجج ومبررات تبرئة إيران.

Email