صدمة إيران وقطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكلت قمم مكة العربية والإسلامية صدمة غير عادية لكل من النظامين القطري والإيراني، انعكست هذه الصدمة بوضوح في التصريحات الهستيرية التي صدرت عنهما، والتي تكشف مدى ارتباك وورطة هذين النظامين الداعمين للإرهاب في المنطقة، وسعيهما إلى الهروب من أزمتيهما بتصريحات وادعاءات واتهامات واهية لم تصمد أمام الحشد العربي والإسلامي والنجاح الكبير الذي حققته القمم الثلاث.

ولم يتحمل النظام الإيراني هذه الصدمة، فذهب يكيل الاتهامات للمملكة العربية السعودية، وينفي عن نفسه الاتهامات الموجهة إليه من الحشد العربي في القمم بالتدخل في شؤون الدول العربية وزرع الفتن وإشعال الصراعات، وفي الوقت الذي تنكر فيه إيران تدخلها في اليمن يذهب وزير خارجيتها «الظريف» بعد قمم مكة ليعلنها صراحة بأن «إيران ستدافع عن اليمن» وذلك أثناء ترؤسه اجتماعاً في طهران مع ممثلين لجماعة الحوثي.

هذا في الوقت الذي لم يكف فيه وزير الخارجية القطري عن انتقاداته للقمم العربية والإسلامية بسبب موقفها من إيران، ويرفض الانضمام لمواقف جيرانه العرب، ويعتبرها إملاءات على سياسة بلاده، محدداً خيارات قطر في أحضان الملالي بعبارة صريحة ذات مدلولات كثيرة قال فيها «لكم دينكم ولي دين».

تداعيات صدمة الدوحة وطهران من قمم مكة لم تتوقف، وتصريحات النظامين القطري والإيراني الرسمية والإعلامية ما زالت تتصاعد، لتعكس ارتباك وورطة النظامين وعدم قدرتهما على مواجهة الأزمة والضغوط التي تنهال عليهما من كل جانب، لكنهما رغم ذلك مصممان على المضي في عنادهما وعدم الرجوع إلى الصواب والاعتراف بالأخطاء.

Email