حرص تاريخي مسؤول

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستمر الرياض بمواصلة دورها القيادي على المستويات كافة، وتواصل القيام بواجباتها العربية والإسلامية بعزيمة واقتدار ثابتين، يعكسان النهج الحكيم الذي تختطه قيادة المملكة، وتحافظ عليه، ولا تحيد عنه، رغماً عن الأصوات الناعقة.

وبينما تستقبل المملكة قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تثبت من جديد أنها تتعامل مع قضايا الأمة العربية عموماً، والخليجية خصوصاً، بمسؤولية تامة، وبترفع عن صغائر الصغار، وضغائن الحاقدين.

إن روح المسؤولية التي تبديها المملكة حري بها أن تلفت بعض من خرجوا عن الصف العربي، ووضعوا أنفسهم خارج البيت الخليجي الواحد، فيدركون أن لا منجى لهم إلا الرياض، ولا مخرج من مأزقهم سوى الأبواب التي تفتحها المملكة؛ فيما يثبت انعقاد قمة مجلس التعاون في الرياض، والرئاسة العمانية المقبلة، أن مجلس التعاون وبرغم أزمة قطر مستمر، وفاعل.

والواقع الذي لا يستطيع حاسد أو حاقد تغييره هو أن المجلس نجح في جوانبه الاقتصادية وخلق سوقاً خليجية مشتركة، أما الأزمة السياسية فستنتهي حين تنتهي أسبابها المعروفة. وأسبابها تتعلق بدعم قطر للتطرف وتواطئها مع التدخلات المشبوهة في المنطقة.

لقد مكنت الواقعية السياسية مجلس التعاون من مواصلة عمله بثبات؛ فالاجتماعات التقنية والإدارية والفنية مستمرة، وإن كان الجانب الاستراتيجي والسياسي عانى، بفعل انحراف المنظور القطري عن المصلحة الجماعية.

وبهذا، فإن الفضل في استمرار المجلس يعود إلى الحرص التاريخي المسؤول، الذي تبديه الرياض.

Email