أزمة إيران من داخلها

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يخفى على أحد في العالم كله أزمة إيران الداخلية المتفاقمة، وكذلك اضطراب الأوضاع الاقتصادية والأمنية داخلها منذ وصول الملالي للحكم فيها، ولا حاجة للاضطرابات الداخلية في إيران لتدخلات أجنبية كي تنفجر. وذهاب إيران إلى توزيع الاتهامات حول هجوم الأهواز يمنة ويسرى، واتهامها دولاً خليجية وبلداناً أخرى إنما هو، محاولة لتنفيس الضغوط المحلية ومحاولة امتصاص غضب الشعب الذي تراكم على مدى السنوات الماضية، نتيجة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة واستمرار هدر أموال الدولة في مغامرات خارجية فاشلة، بما في ذلك تمويل الميليشيات التي تعمل على زعزعة استقرار دول المنطقة، مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.

وتثير حملات التحريض التي تشنها طهران عقب هجوم الأهواز، الدهشة والغرابة والاستنكار، لأن طهران تعي جيداً موقف دولة الإمارات الثابت والتاريخي ضد كل أشكال العنف والإرهاب وترويع الشعوب، وأن الإمارات من أكثر دول العالم دعماً وتأييداً للمبدأ الدولي باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها.إيران آخر الدول التي يمكن أن تتهم الآخرين بشأن مشاكلها الداخلية المتفاقمة، فكل أزماتها ومشكلاتها نابعة من ضمنها، وهي مترتبة على السياسات الداخلية والخارجية للنظام الحاكم فيها، وحالة التذمر الشعبي المتزايدة فيها آخذة في التصاعد بشكل كبير بسبب تصاعد حالة الإحباط لدى المواطنين الإيرانيين إلى مستويات غير مسبوقة، نتيجة الكوارث الاقتصادية والأمنية التي جلبتها المغامرات الخارجية لنظام الملالي.

Email