لعل قطر تستوعب الدرس

ت + ت - الحجم الطبيعي

من الغريب أن النظام القطري وأبواقه لم يعبروا حتى الآن عن رأيه في الاستراتيجية الأميركية الصارمة تجاه إيران وبرنامجها النووي، خاصة أن نحو نصف مطالب واشنطن من إيران، تتعلق بدعمها الإرهاب والتنظيمات والميليشيات الإرهابية في العديد من الدول العربية، الأمر الذي يجب أن تستوعبه قطر جيداً، وتضعه في اعتبارها للمستقبل.

فقد كشفت الاستراتيجية التي أعلنها وزير الخارجية الأميركي، بوضوح، عن تآمر النظام الإيراني، ونواياه السيئة وسياساته العدوانية تجاه جيرانه العرب، ونشاطاته الإرهابية، ورغم حرص البعض من الأوروبيين على عدم انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، إلا أن أحداً منهم لم ينكر ما ورد في الاستراتيجية الأميركية من اتهامات للنظام الإيراني، والآن، على قطر أن تشرح لنا أين «الشرف» الذي هجرت من أجله بيتها العربي، وذهبت ترتمي في أحضان نظام يصفه الجميع بكل هذه المساوئ والاتهامات، أم أن «الطيور على أشكالها تقع».

ترى، ماذا ستفعل قطر مع العقوبات الأميركية الجديدة ضد إيران، هل ستتحدى واشنطن وتستمر في دعم النظام الإيراني علناً أو سراً، حتى ينكشف أمرها، وتوجه لها واشنطن نفس الاتهامات، أم تتخلى عن غيها وعنادها، وتراجع سياساتها المشبوهة في دعم الإرهاب، حتى تتفادى في المستقبل مواجهة نفس المصير الإيراني.

لقد باتت إيران بعد الاستراتيجية الأميركية والعقوبات المشددة عليها وعلى من يتعامل معها، كموطن الوباء الذي يهرب منه الجميع، فهل تستوعب قطر الدرس، وتتخلى عن هذا «الشرف» الموبوء.

Email