الدوحة ودبلوماسية الخراب

ت + ت - الحجم الطبيعي

انكشاف الحقائق، وظهور الدلائل، التي تتوالى يوماً بعد يوم، تضع «تنظيم الحمدين» في موقف لا يحسد عليه. فالمراوغة والأكاذيب، مهما كانت، لا تعفي صاحبها من مواجهة الواقع الذي يضيق عليه، ويخنق أباطيله وأراجيفه، ويجعله مكشوفاً أمام القاصي والداني، لا يمكنه التنصل من جرائمه، ولا التهرب من مسؤوليته.

لذا، فإن الكشف الجديد عن حقائق التورط القطري في تمويل الإرهاب، الذي نشرته وسيلة إعلامية أميركية مرموقة، تحتكم بتشدد لمعايير المهنية والمصداقية، يضع حكام الدوحة في موقف حرج؛ فما أوردته الـ«واشنطن بوست» ليس اتهاماً، ولكنه أدلة لا شك فيها، وحقائق لا مجال لإنكارها، فالوثائق قطرية، ومن نشرها وسيلة إعلامية محايدة، لطالما أشاد حكام الدوحة وإعلامهم بها.

وبالمقابل، لم يعرف عن هذه الصحيفة أية علاقة خاصة تربطها بالرباعية العربية الداعية لمكافحة الإرهاب، ما يجعل من غير الممكن التشكيك بصدقية ما أوردته الصحيفة وكشفته حول وجه حكام الدوحة القبيح، الذين لا يجدون راحتهم إلا بين كيانات الإرهابيين وفي دعمها وتمويلها، ولا يطمئنون إلا بالاعتماد عليها في تنفيذ سياساتهم الخبيثة.

وتؤكد الحقائق التي نشرتها الـ«واشنطن بوست» حول التمويل القطري للإرهاب، حجم الدور التخريبي الذي يؤديه «تنظيم الحمدين»، الذي تحوّل إلى مصاص دماء يعيش على إشعال الحروب والفتن، ويشيع الفوضى والخراب، ويبث روح الفرقة والاحتراب، عبر «دبلوماسية» الدم والقتل والتشريد، الممولة بأموال الشعب القطري وخيراته.

Email