العرب وعدوان الجوار

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يعرف عن العرب يوماً ما أنهم أصحاب طموحات هيمنة وفرض نفوذ على جيرانهم أو غيرهم، ولم يسعوا إلى تصدير أي أيديولوجية أو ثورات أو انقلابات، وذلك بعكس جيرانهم الشماليين، إيران وتركيا، اللذين تؤكد جميع ممارساتهما مع جيرانهما العرب، أنهما أصحاب مشاريع لزعزعة الاستقرار ونشر الفوضى في المنطقة لفرض النفوذ، إذ يواصل هذان البلدان الاعتداءات بحق جيرانهما والتدخل في شؤونهم، ويصدران لهم الثورات والمرتزقة والمؤامرات، ولا يحترمان السيادة العربية، ويتعاملان معهم بقليل من الحكمة والعقلانية وكثير من العدوان والغطرسة.

الإمارات، ومن منطلق إيمانها بأن الأمن القومي العربي كل لا يتجزأ، طالبت تركيا بمراعاة سيادة الدول العربية واحترامها وأن تتعامل مع جوارها بحكمة وعقلانية، وأن تتخلى عن محاولات العبث بأمن جيرانها.

وفيما يخص إيران كذلك، كانت هناك مطالبات عربية جماعية، خرجت عن اللجنة الوزارية العربية الرباعية التي دانت في ختام اجتماعاتها الأٍسبوع الماضي، استمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، وأعربت عن قلقها البالغ إزاء ما تقوم به إيران من تأجيج مذهبي وطائفي ودعم وتسليح للميليشيات الإرهابية، وما ينتج عن ذلك من فوضى وعدم استقرار في المنطقة بما يهدد الأمن القومي العربي، ويعيق جهود حل قضايا وأزمات المنطقة بالطرق السلمية.

تأكيد الإمارات لدول الجوار بأن العالم العربي لن يُقاد من جواره، وأن ظروفه الراهنة لن تبقى دائمة، هو تأكيد على أن العالم العربي عصي على كل محاولات الهيمنة، وأن على الجميع أن يميّز في التعامل مع العرب بين الحقائق والأساطير.

Email