قطر أمام خيارين

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم تهميش الدول الأربع المقاطعة لقطر والمكافحة للإرهاب للأزمة القطرية، وذلك بعد أن حددوا للنظام القطري طلباتهم الأساسية وأكدوا على تمسكهم بها، إلا أن النظام القطري لا يفتأ يملأ المحافل الدولية بادعاءاته، سعياً لتدويل قضيته وتصويرها على أنها أزمة كبيرة، وكان يمكن للنظام القطري، إن لم يحظَ بالاهتمام، فعلى الأقل أن يحظى بالاحترام، فقط لو كان قد توخى الصدق في ادعاءاته، أما أن يذهب للتضليل والتزوير وتشويه الحقائق، مثلما فعل وزير خارجيته أمام مجلس حقوق الإنسان الدولي في كلمته التي جاءت مكتظة بالأكاذيب والمغالطات، حينئذ فإنه لا يستحق لا الاهتمام ولا الاحترام، وهذا ما ردت به عليه دولة الإمارات في كلمتها أمام المجلس، والتي أكدت فيها رفض الدول الأربع المقاطعة لقطر لمساعيها لتسويق أزمتها الصغيرة في المحافل الدولية والإقليمية، وهي مستمرة في الوقت نفسه على نهجها وسياساتها الداعمة للإرهاب والتطرف، وتحريضها على سياسات العنف والتآمر من خلال وسائل إعلامها المشبوهة.

لقد طالبت الدول الأربع قطر من على منبر مجلس حقوق الإنسان بأن تكف عن دعم التطرف والإرهاب وأن تتوقف عن نشر خطاب الكراهية، ووضعتها أمام خيارين، إما أن تكون دولة تؤمن بمبدأ حسن الجوار وتسعى للانخراط في علاقة إيجابية مع محيطها، مثلها مثل بقية دول العالم المتحضرة، أو أن تستمر في انتهاك القانون الدولي والاتفاقيات الدولية والإقليمية حول محاربة الإرهاب وتمويله وداعميه، أما أن تقوم قطر بالشيء ونقيضه في آن واحد، فهو التضليل والتزوير بعينه.

Email