«جمباز» قطر السياسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينطبق على النظام الحاكم في قطر الآن وصف لاعب الجمباز الفاقد للإيقاع والفاعلية، حيث تلعب قطر على المتناقضات توهماً منها أنها تستطيع أن تديرها وتوجهها لمصلحتها، متناسية أنها لاعب صغير وضئيل وثانوي على الساحة، ويبدو أن هذه اللعبة التي تلعبها قطر ستزيد من ارتباكها، وستكلفها الكثير، ناهيك عن أنها ستباعد كثيراً بينها وبين أمتها العربية، بما فيها الشعب القطري ذاته، والذي يعاني الخجل من تصرفات النظام الذي يحكمه تجاه أشقائه العرب.

النظام القطري لم يعد يشعر أنه يحكم دولة ذات سيادة، بل بات يرتمي في أحضان كل من يفتح له ذراعيه من أعداء الأمة العربية ومن القوى الخارجية، سواء إسرائيل أو إيران أو تركيا، ووصل هذا النظام الداعم للإرهاب، إلى حالة من الارتباك وعدم التوازن بدعوته الأخيرة لنظام إقليمي يحتوي العرب ويضم إيران وتركيا، هذه الدعوة التي لا تعكس فقدان الإحساس بالانتماء للأمة العربية فحسب، بل تعكس أيضاً مدى ضآلة النظام القطري ومدى إحساسه نفسه بهذه الضآلة، والذي يدفعه للارتماء في أحضان القوى المتناقضة، إمعاناً منه في ممارسة لعبة الجمباز السياسي، رغم فشله الذريع فيها، إنه الجهل بعينه عندما تنادي قطر، التي تستضيف أكبر قاعدة أميركية، بالدخول في نظام إقليمي تقوده إيران، وفي نفس الوقت تعترف قطر رسمياً، على لسان سفيرها في غزة الذي اعترف بتردده كثيراً على إسرائيل، بأنها تساعد إسرائيل وتعمل في غزة تحت إشرافها.

استمرار النظام القطري في اللعب على التناقضات، حتماً سيؤدي قريباً إلى سقوطه ونهايته.

Email