الكارثة السورية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الكارثة التي حلت بالشعب السوري، كارثة غير مسبوقة، في تاريخ البشرية، حين يؤدي الصراع الداخلي، إلى كلفة يدفعها السوريون الأبرياء وحدهم، دون غيرهم.

لم تكن الكلفة لتقف عند حدود مليون بيت تم هدمها كلياً أو جزئياً، ولا عند حدود مئات الآلاف الذين قضوا في هذه الحرب الداخلية، بل إن ما كشفته منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» يعد الكارثة الكبرى في هذه الأزمة التي لا تزال بلا نهايات.

لقد أجرت منظمة اليونسيف دراسة عن الأزمة السورية، وتبين أن هناك أكثر من مليون طفل سوري يتيم، وهؤلاء إما فقدوا أحد والديهما أو كليهما، جراء الاقتتال في سوريا.

هذا المشهد المؤلم بخصوص الأطفال السوريين، يعني فعلياً، هدم ملايين العائلات، وتشردها أيضاً، وتعرضها إلى ظروف إنسانية واقتصادية وأمنية، في غاية السوء، ولربما لم يشهد التاريخ، مثل هذه الحصيلة من الأطفال الأيتام، خلال هذه السنين، منذ اندلاع الأزمة السورية، حتى وقتنا هذا.

تثبت الأحداث دوماً، أن الأبرياء يدفعون الثمن، وأن كل موارد الدول الإنسانية والاقتصادية التي يتم تبديدها في بعض الدول، جراء شيوع عدم الاستقرار، أو القتال، أو الفوضى، موارد لا يمكن تعويضها أبداً، فمن يعيد لهؤلاء الأيتام حياتهم واستقرارهم، وهو سؤال معروف الإجابة.

لقد آن الأوان أن ينهض الإنسان العربي، من واقعه، وأن يتطلع إلى المستقبل، وأن تتوقف كل هذه المآسي، التي تستنزف المنطقة وأهلها، وتجعل المستقبل مظلماً وصعباً.

Email