عبث إقليمي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسعى بعض الدول الإقليمية في هذه المنطقة، إلى التمدد بكل الوسائل، دون أن تأبه بكلفة هذا التمدد، ولا بتأجيج الصراعات، وبرغم كل نداءات التعقل التي يتم إطلاقها في العالم العربي، وكل بوادر حسن النية، إلا أن هذه الدول مصرة على العبث بأمن العالم العربي.

إن تحليل أبرز الصراعات في العالم العربي، في دول مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن، وتأثير هذه الصراعات على كل المنطقة، يكشف بكل بساطة وجود عواصم إقليمية محددة، خلف هذه الصراعات، وهي عواصم تواصل ذات نهجها في تخريب المنطقة، ومد النفوذ، تحت عناوين مختلفة، دون أن تتوقف عند نتائج ذلك على الصعيد الأمني والعسكري والسياسي والاجتماعي، وهي كلف تتنزل على كل المنطقة، وتؤدي إلى تبديد المستقبل، إضافة إلى ما هو موجود فعلياً، وبحيث يدفع الإنسان وحيداً هذه الكلف، وهي كلف جائرة، لا تعادل أصلاً، ساعة ألم في بيت عربي، ولا سفك دم طفل في كل هذه الصراعات.

لقد بات واضحاً أن هذا التدخل الإقليمي في شؤون المنطقة يؤدي إلى تأجيج الكراهية والغضب، بين العرب، ضد هذه الدول التي تتدخل في المنطقة، بما يؤشر إلى أن مستقبل المنطقة سوف يكون أكثر ثقلاً وصعوبة، باعتبار أن الكل في العالم العربي، يرفض هذا التدخل، ويراه عبثاً يقترب من حدود المغامرة بحياة المنطقة وشعوبها، وأمنها واستقرارها، وهو عبث لا يمكن أن يتم السكوت أمامه.

Email