قيمة إنسانية

من أهم القيم الواجب التركيز عليها في العالمين العربي والإسلامي، قيمة التسامح بين الناس، فهذه القيمة الغائبة لدى شعوب كثيرة، يتسبب غيابها بتوليد الأحقاد والصراعات، على حساب حياة الأبرياء، مثلما نرى في دول عديدة.

إن التسامح نهج إنساني، وهو أيضاً سمة من سمات الإسلام، قيمة تأمر بالعفو والتجاوز واحترام خصوصيات الآخرين الشخصية والدينية والعرقية، وهذه القيمة سر من أسرار شيوع الأمن والاستقرار في المجتمعات، ولعل دولة الإمارات أبرز وأبهى وأنقى دليل على قيمة التسامح في هذا العالم.

من دون التسامح، تتحول المجتمعات، إلى بيئات كراهية، حافلة بكل أسباب الخراب، وقيمة التسامح تُصان قانونياً، لكنها أيضاً قيمة إنسانية، يتبناها كل إنسان يدرك أهمية الحياة، وقيمة العلاقات مع الأفراد وبقية المجتمعات، ومن دونها تصير الحياة مستحيلة.

التسامح قيمة عظيمة، ينبغي على كل إنسان تبنيها، وجعلها جزءاً من وجدانه، ولا يكون ذلك إلا بإدراك قيمة الحياة والنفس الإنسانية، والتعقّل في اتخاذ المواقف على أي أساس.

وفي كل دولة يكون التسامح عنوانها، يكون الرخاء والأمن والازدهار، عناوين واضحة جداً، مقابل بيئات أخرى، تفيض بالكراهية، وينغمس الناس فيها بتصنيف بعضهم على أسس مختلفة، بما يؤدي إلى انهيار لاحق، باعتبار أن نقيض التسامح هو انفجار الحقد، وتدمير بنية الحياة، بما يجعل الأبرياء دوماً يدفعون الثمن فرادى، باعتبارهم الأضعف، ولكونهم لم يقفوا أيضاً في وجه الضغائن.