التغوّل على الدولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

حين يتغوّل حزب الله على الدولة اللبنانية ويختطفها، ثم يتدخل في دول عربية، ويشارك في عمليات قتالية، ضد الأبرياء، يتحول الحزب إلى خاصرة مؤلمة للشعب اللبناني، الذي يرى كيف يتمكن هذا الحزب من السيطرة الداخلية، ثم التمدد باسم اللبنانيين في ساحات عربية، متورطاً في صراعات دموية.

لا يمكن لحزب الله أن يواصل دور الضحية، فهذه المظلومية التي يروج لها، لا تنطلي على أحد، فالحزب الذي يتبنى المذهبية، ويحاول أن يفرضها على لبنان ومصالحه أولاً، ووجوده العربي، ثم يتمدد عسكرياً في سوريا، ويوجه بنادقه ضد الأبرياء العزل.

ويوحي للبعض في دول عربية، بتأسيس أحزاب على شاكلته، لا مستقبل له وسط هذه المنطقة التي تعرضت إلى أبشع حملة فرز مذهبي في تاريخها، وهي التي عاشت طوال عمرها، بوئام، ودون تمييز، لولا ظهور إيران ومشروعها السياسي، ثم نشوء وكلاء لإيران في المنطقة، من أبرزهم حزب الله.

لقد آن الأوان أن يقف اللبنانيون على قلب رجل واحد، وأن يفكروا بمصلحة بلادهم، ووجود لبنان العربي، بما يعنيه ذلك، خصوصاً أننا نعرف أن العالم العربي لم يترك لبنان وحيداً، لكننا نلاحظ بجلاء، الكيفية التي تم اختطافه فيها إلى المجهول، وتوريطه في صراعات ومواقف هو في غنى عنها.

إن منطقتنا لم تعرف المذهبية، ولا التمييز ولا التفرقة طوال تاريخها، لكن التورط من جانب حزب الله في صراعات عديدة، أدى إلى توليد المذهبية بشكل بشع، وتصنيع ردود فعل أكثر سوءاً وبشاعة على سلوكيات الحزب.

Email