فهم الحوثيون الدرس

ت + ت - الحجم الطبيعي

الإشارات المبدئية الواردة من اليمن تشي بأن حلف صالح - الحوثي قد بدأ يرضخ أخيراً تحت وابل الضربات الجوية المتلاحقة والمتصاعدة التي لا يزال يشنها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.

لقد أدت جرأة الحوثيين على النيل من مدن سعودية مهمة مثل نجران وجيزان إلى إحداث نقلة نوعية أشد حزماً من «عاصفة الحزم»، الأمر الذي فاجأ أعداء الشرعية مرة أخرى، تماماً كما فعلت الحرب في بدايتها الذكية. هل فطن الحوثيون أخيراً أن الأمر ليس لعباً كما تخيلوا؟ وأن استهداف جنوب جزيرة العرب، أمناً وسلامة، دونه خرط القتاد؟

إن جنوحهم للسلم، ولو للأيام الخمسة اعتباراً من ليل غد الثلاثاء، يعد دليل استجابة، ما كانت لتتأتى لولا الحزم والعزم اللذين أبداهما التحالف.

ولكن الحذر ثم الحذر، حتى لا يطمع المتمردون في انتهاز السانحة الإنسانية من أجل إدخال إمدادات لوجستية وأسلحة وذخائر من خلال السفن والطائرات التي تتذرع بالإغاثة وإجلاء الجرحى.

ما نتمناه هو الانصراف إلى الحوار وفق المبادرة الخليجية التي ارتضى مبادئها كل الفرقاء، وهي لا تزال قائمة ولا غبار عليها، وهي كفيلة بوضع الأمور في نصابها.

من منا لا يريد مصلحة اليمن؟ وأي عاقل يعتبر الحرب نزهة يحرص عليها أكثر من فضيلة السلام؟ غير أن ذلك لا يعني الغفلة أو السماح باستغلال النوايا الحسنة.

Email