خط أحمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

بتهور ليس غريباً عليهم، قلب الحوثيون معادلة الحرب في اليمن من حرب لإعادة الشرعية والاستقرار لهذا البلد، الذي سطوا على السلطة فيه، مغترين بقوة مستجلبة، ودعم خبيث من قوى خبيثة، تسعى لزعزعة استقرار المنطقة، وتدفع إلى حرب، تستهدف زعزعة أمن بلد، يحتل الصدارة في قلب كل مسلم.

وهو مقام احترام العالم أجمع على مر العصور والأزمان، ولعل المحاولات اليائسة من قوى الشر الحوثي للاعتداء على نجران، وجازان هي برهان صادق أن قرار هذه الفئة ليس بيدها، وإنما بيد من يدعمها، ويوفر لها السلاح، ويحدد لها الأهداف لأن الحوثيين يعلمون تماماً ماذا يعني الاعتداء على السعودية، وقد خبروا نتائجه سابقاً.

والحوثيون باستهدافهم للمواطن السعودي وأمنه وسلامته يكونون ارتكبوا أكبر أخطائهم التاريخية، وكتبوا بأنفسهم فصلاً جديداً من فصول سقوط الفئة الباغية، وحسناً فعلت قيادة التحالف بإعلانها تغير قواعد المعادلة في اليمن.

وتأكيدها على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بردع الأشخاص الذين خططوا لهذا الفعل، واستهداف جميع المواقع، التي انطلقت منها الاعتداءات الإجرامية، وكذلك المدن التي تأوي قادة من نفذوا العمل باعتبارهم تجاوزوا الخط الأحمر.

والمملكة العربية السعودية بقيادتها الحكيمة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وأركان حربه تظل رغم هستيرية الحوثيين وحلفائهم ترفع «الحزم» بيد، وفي اليد الأخرى تمسك بعناية «الأمل»، وتضع نصب اهتمامها المواطن اليمني البسيط، لذا وافقت وبشكل فوري على هدنة إنسانية، يتم خلالها مداواة المرضى وإسعاف الجرحى وتوصيل الغذاء لكل مواطن في ذلكم البلد، الذي سعى الحوثيون لترويع وتجويع مواطنيه دونما هدف غير أن ممولهم وصانعهم يرغب بذلك.

خسر الحوثيون معركتهم عسكرياً، وخسروا معركتهم سياسياً، وخسروا معركتهم أخلاقياً، وكسب التحالف كل تلك النقاط، وعضداً جماهيرياً متصلاً في كل الدول العربية والإسلامية، لأنه قاد معركته في اليمن بحنكة ودراية، بينما خاضها المعتدون بعماء بصر وبصيرة قادهم في النهاية إلى حتفهم وهم يعلمون.

Email