ضرورة إنقاذ اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

واضح أن اليمن تجاوز الخط الأحمر إنسانياً، وبخاصة محافظتا عدن وتعز، اللتان تحول سكانهما إلى رهينة لقذائف الحوثيين وحلفائهم. مجزرة القوارب تؤشّر إلى المستوى الخطير الذي أوصل هؤلاء اليمن إليه، أكثر من 50 شخصاً قتلوا في مدينة التواهي في عدن.

في حين أن المسلّحين الحوثيين يقصفون عشرات الأسر التي تحاول النزوح بالمدفعية، ويمنعون فرق الإغاثة من الوصول إلى المصابين، وكأن سؤال «أين المفر»، أصبح الخيمة التي تظلل اليمنيين جميعاً.

من هنا، جاءت رسالة سفير اليمن لدى الأمم المتحدة خالد اليماني إلى مجلس الأمن الدولي في الوقت المناسب، حيث بات المجتمع الدولي مطالباً بالتدخل البري لإنقاذ محافظتي عدن وتعز، بالتزامن مع ضرورة أن تهب المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان لتوثيق الانتهاكات ضد السكان المدنيين العُزل.

وفي ظل مواجهة المجتمع الدولي، احتمالات التعقيد والتعطيل، في محاولته إقرار عمليّة بريّة، فإن حكومة اليمن تطالب قوات التحالف العربي بإنقاذ المدنيين في محافظة عدن من هجمات المسلّحين الحوثيين، التي ترقى لمستوى الإبادة الجماعية.

علماً بأن هناك قراراً صادراً عن مجلس الأمن يحمل الرقم 2216، يطالب الحوثيين وحلفاءهم بالانسحاب من المدن والمؤسسات الحكومية، وبإعادة السلاح إلى معسكرات الجيش، تمهيداً لعودة السلطة الشرعية لليمن، إلا أن الحوثيين ومن معهم، لم يلتزموا بتطبيق نص القرار، ولم يحترموه، حتى روحاً.

 ثمّة حاجة عاجلة لإنقاذ عدن بخاصة، واليمن بعامة، وهذه مهمّة المجتمع الدولي والتحالف العربي، وثمّة مهمّة ضرورية وفورية، هي تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في جرائم الحوثيين ضد المدنيين، يساق كل من يرتكب جرائم حرب إلى العدالة، وينال العقاب على ما ارتكبه بحق المدنيين والأطفال.

لقد بات واضحاً، أن هذا التصعيد من جانب الحلف الحوثي الصالحي، هدفه إفشال حوار الرياض، وإدخال اليمن خط اللا رجعة إلى الاستقرار، بل دفعه إلى نفق مظلم ومستقبل مجهول، إن لم نقل إلى الهاوية.

Email