السعودية وسلاسة التغيير

ت + ت - الحجم الطبيعي

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ومعه الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد، والأمير بندر بن سلمان بن عبد العزيز، زاروا الأمير مقرن بن عبد العزيز في قصره بالرياض. قبل ذلك توجّه الأمير مقرن إلى قصر الحكم بالعاصمة لمبايعة الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد، والأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد.

ثمّة من السياسيين والمحلّلين والكتّاب من سرحت خيالاتهم كثيراً، وحلّقت تحليلاتهم في سماء الأوهام، وانجرّت أحكامهم لدائرة الأمنيات المريضة بأن يروا قادة المملكة مختلفين، إذ يصورون ما جرى من تغييرات بنيوية ومن إعادة هيكلة نظام الحكم، باعتباره صراعاً على السلطة في المملكة.

لعل هذا المشهد الذي يظهر الملك يزور الأمير مقرن الذي بارك التغيير، بل هو من طلب إعفاءه من المنصب، يرد بشكل نهائي على كل الذين غمزوا وشكّكوا وهوّلوا ونسجوا قصوراً من الأوهام والتوقّعات المعبّرة عن خيالات مريضة وأمنيات لن تتحقق، تماماً كما كان مصيرها الفشل والتبخّر في الماضي البعيد والقريب. على هؤلاء المرضى أن يعلموا أن الأمور في المملكة العربية السعودية طبيعية وسلسة، وأن العلاقات بين أطراف الأسرة الحاكمة مستمرّة بغض النظر عن التغييرات، وبين من يتسلّم مناصب ومن لا يشغل أي منصب، إذ إن الحكم الرشيد قائم على اعتبار المنصب تكليفاً لا تشريفاً.

في الحقيقة، هذه ليست المرّة الأولى التي تشهد خزعبلات التحليل والتوقّع مع كل تغيير سياسي أو هيكلي تجريه المملكة العربية السعودية، ذلك أن المتربّصين بها يمنون النفس بأن يروا هذه القلعة الصلبة، تتعرّض للتآكل الداخلي والصراعات والتصدّعات، مما يتيح المجال لنهش المنطقة والنيل من وحدتها ومقدّراتها والسيطرة عليها تالياً.

قد نحتاج قليلاً من الوقت أو كثيراً لكي نعود ونقول للواهمين والمتربّصين إن مراهناتكم خاسرة، وإن توقّعاتكم خائبة، وإن أمنياتكم أضغاث أحلام.

Email