وقفة عز إماراتية مع مصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

مشاركة نحو مئة دولة في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي في مصر تؤكّد أهمية هذا البلد العربي الكبير. و«مصر المستقبل» انعقد من أجل بدء خطوات عملية على طريق دعم استقرار أرض الكنانة، وجاءت المشاريع التي أعلنت عنها دولة الإمارات العربية المتحدة دليلاً واضحاً على ذلك ونبراساً يبني عليه المجتمع الدولي.

صحيح أن الاستثمارات التي ضختها الدولة في السوق المصرية، سواء عبر مشروع بناء العاصمة الإدارية الجديدة أو المشاريع التي وقعتها وأعلنت عنها مختلف الشركات الإماراتية الرائدة، تقدر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات، إلا أن الأهم من تلك المليارات أن الإمارات تستثمر في مستقبل الأمة وأمنها وازدهارها. وليس من قبيل المصادفة أن يفتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي المؤتمر بكلمات وفاء للإمارات، ولا من قبيل المجاملة أن يحمل الطريق الذي سيربط القاهرة بالعاصمة الادارية الجديدة اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فما بين الإمارات ومصر روابط عميقة راسخة رسوخ الجبال قيادة وشعباً.

وقد لا تظهر النتائج الملموسة لهذا المؤتمر على المدى القصير على اعتبار أن الصفقات التي جرى إبرامها تحتاج إلى فترة زمنية من التفعيل بما يشبه الوقت بين زراعة الشتلة وقطف الثمار عن الشجرة، إلا أن الثابت أن المشاريع التي أعلنت عنها الإمارات، ومعها دول أخرى، ستكون أولى الخطوات الجوهرية لجلب فرص استثمارات جديدة تسعى إليها مصر لتسريع دوران عجلة التنمية والنهوض الاقتصادي الذي يفضي بدوره إلى تنمية أكثر شمولاً على مختلف الأصعدة.

ويقيناً أنه لم يكن لأكثر من نصف دول العالم أن تأتي إلى شرم الشيخ وتوقّع عقوداً كبرى، لو أنها غير متأكدة أن طموحاتها الاستثمارية آمنة وفي بيئة موثوقة وأن الإصلاحات التي باشرت بها الحكومة المصرية بدأت بالفعل تعطي نتائج إيجابية تثبت يوماً بعد يوم أن قطار نهضة مصر لا يمكن أن يخرج عن السكّة وأشقاؤها إلى جانبها.

Email