الإمارات ومصر شعب واحد

ت + ت - الحجم الطبيعي

الدعم الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتقديم دولة الإمارات العربية المتحدة 4 مليارات دولار إلى مصر توزع على عدد من المشاريع التنموية والخدمية، يحمل دلالات بالغة من قيادةٍ ما ضنّت في يومٍ من الأيام على أشقائها.

فالقرار يعكس من دون شك واقع أن الإمارات سبّاقة على الدوام في رفد الدول العربية، في مختلف الظروف، بكل ما يساهم في تمتين أواصر ووشائج الأخوة. كما أنه يبيّن مدى العلاقات الراسخة التي تربط البلدين على المستويين الرسمي والشعبي. تلك العلاقات التاريخية الوطيدة ثابتة الأركان التي لطالما حظيت باهتمامٍ وأولوية قصوى لقيادات الدولة منذ عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وإن كان هذا الإعلان يأتي في سياق التعاضد الإماراتي المتواصل مع الأشقاء، فإنه في نفس الوقت جزء من الاستراتيجية المتكاملة والعلمية في مساندة الاقتصاد المصري، وهو رسالة واضحة لا لبس فيها بأن المرحلة التي وصلت إليها الروابط الثنائية تدل على حرص الدولة على استقرار وأمن وازدهار مصر في ظل لجج الفتن وعواصف الاضطرابات التي تموج بها المنطقة، انطلاقاً من مبادئها.

إن الحقيقة الجلية التي عبّر عنها سموه في كلمته خلال المؤتمر هي أن في الإمارات ومصر شعب واحد تربطه أهداف ورسالة واحدة تتلخص في الارتقاء بالأمة العربية ومجابهة التحديات بيدٍ واحدة، فما هو خير لمصر هو خير للإمارات والعكس صحيح. والنموذج الذي تقدمه دولة الإمارات لتعزيز العلاقات العربية مثال ناصع وشفاف على أن مواقفها ليست طارئة بل نابعة من صميم سياساتها منذ قيام الاتحاد.

ويبقى الأمل أن يحقق مؤتمر «مصر المستقبل» أهدافه المرجوة، حتى تؤكد أرض الكنانة حضورها القوي على الساحة العربية والدولية بمساعدة أشقائها.

Email