دموية متعددة المشارب

ت + ت - الحجم الطبيعي

في العرف الدبلوماسي يعتبر وزير الخارجية واجهة الدولة وممثلها الأكثر تعبيراً عنها في المحافل الدولية وأمام دول العالم، لذا يتم اختياره ضمن معايير خاصة جداً وبعناية فائقة، مع الأخذ في الاعتبار تاريخه في العمل الدبلوماسي وتدرجه في المناصب، والأهم من ذلك لباقته وسماته النفسية والاجتماعية.

إسرائيل شاذة بالنسبة لهذه القواعد، فقد وضعت على رأس دبلوماسيتها أفيغدور ليبرمان، صاحب الوجه القبيح سياسياً، شخص لا يعرف من السياسة إلا اسمها ولا من اللباقة حدودها الدنيا. شخصية هذا الغارق العنصرية مجبولة على العنجهية والصلف والكراهية والتسلط، ويظن أن العالم بأجمعه كالخاتم في يد كيانه الغاصب، لذا يطلق الأكاذيب والادعاءات والمزاعم شرقاً وغرباً ظاناً أن أحداً سيستمع لما يقوله أو يصدقه.

الوزير الإسرائيلي دائماً ما يثير الجدل بسبب غبائه وأقواله التي تتسبب في جدل واسع بعد سماعها، لأنها لا يمكن أن تنطلق من شخص يتابع ما يدور في العالم أو يدرك أبسط قواعد السياسة والمعادلات الدولية.

آخر تقليعات العنصرية التي أطلقها ليبرمان، تتعلق بتوعده وتهديده بقطع رؤوس الفلسطينيين بالفأس، ومحاولته خلق شرخ بين الفلسطينيين الذين يعيشون في أرضهم داخل المناطق المحتلة عام 1948 بتقسيمهم إلى «مع» و«ضد» كيانه المجرم، مع أن فلسطينيي الـ48 لم «يتأسرلوا»، رغم محاولات إسرائيل المستميتة على مدى العقود الستة الماضية.

هذه التصريحات العنصرية وهذا الإرهاب لا يمكن أن يتفوه بمفرداته غير وزير خارجية من طراز ليبرمان، وهو يثبت دمويته ودموية كيانه الصهيوني، ويؤكد مرة بعد أخرى أن الحركات الإرهابية التي تتمدد في عالمنا العربي وعلى رأسها التنظيم الدموي المسمى بـ«داعش» من صنيعة إسرائيل وأخواتها وتحت رعايتهم، وأن ما يجتاح أمتنا من وباء تمت تسميته «الربيع العربي»، يصب أولاً وآخراً في صالح الكيان الصهيوني.

على البشرية أن تحصن نفسها من ليبرمان، وأمثاله من الحركات الإرهابية، لأن فكرهم واحد وإن اختلفت المشارب.

Email