إيران والجُزُر المحتلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران منذ خمسة وثلاثين عاماً، كانت ولا تزال بنداً دائماً في الاجتماعات العربية، ليس من قبيل رفع العتب بل على سبيل تأكيد المؤكّد وتوثيق الموثّق بشأن حق دولة الإمارات بالسيادة على قطعة عضوية من أرضها، وبجزء جوهري من تاريخها.

اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير الذي عقد في القاهرة أول أمس رفع سقف الخطاب السياسي، وأخرج الجزر المحتلة من مستوى بند في بيان إلى بيان خاص يتضمّن موقفاً عربياً تفصيلياً ولغة سياسية شديدة الوضوح في مطالبة طهران بإنهاء احتلالها للجزر الثلاث.

وكذلك وقف الإجراءات التي تتّخذها بين الحين والآخر على أرض الجُزر، مثل شمولها بالمناورات العسكرية، وحقنها بمزيد من المنشآت، وهي إجراءات تشكّل تهديداً للأمن والسلم في المنطقة.

وعندما يطالب وزراء الخارجية العرب إيران بترجمة ما تعلنه عن رغبتها في تحسين العلاقات مع الإمارات ودول المنطقة، فإن هذا الموقف ينم عن مسؤولية كبرى وحرص على إقامة أفضل العلاقات مع دولة إسلامية يربطها بالجوار العربي والإسلامي تاريخ طويل من التداخل والتلاقح الحضاري والتجاري والثقافي.

لكن هذا الحرص العربي، ومثله الإماراتي، لا يمكن أن يكون مثمراً ما لم يقابله حرص إيراني يصدّقه حسن النوايا والسلوك.

السياسة الدولية تبنى بالإجراءات العملية ولا تكفيها الكلمات واللغة المفرّغة من الوقائع المطمئنة، ولذلك فإن إيران مطالبة بالكثير كي تقنع دول المنطقة بالاطمئنان لها ولسياساتها.

 والإمارات، كما باقي الدول العربية، لا تسعى لحرمان إيران من حماية أي حق من حقوقها في أي مجال، لكن الحقوق لها حدود تنتهي عند بداية حقوق الآخرين، كما أن الحقوق طرف في معادلة تتضمن الواجبات أيضاً وإذا أُخِل بأي من الطرفين تختلّ المعادلة كلها.

لم يصدر عن الإمارات أو أي دولة عربية خطاب معادٍ لإيران، بل على النقيض من ذلك، لا تمر مناسبة وإلا صدرت عن الجانب العربي مواقف ودّية تنطوي على حرص لا لبس فيه على تطوير العلاقات مع إيران إلى أفضل مستوياتها، ذلك أن التوتّر العربي الإيراني له تداعيات سلبية كثيرة، ويفضي إلى صراعات كلُّنا، عرباً وإيرانيين، في غنى عنها.

Email