سوريا وحوار موسكو

ت + ت - الحجم الطبيعي

وزارة الخارجية الروسية تقول إن موفدين من دمشق وآخرين من جزء من المعارضة سيلتقون الشهر المقبل في موسكو لمواصلة المحادثات التي عقدت جولة أولى منها في يناير الماضي.

على ما يبدو من التصريحات الروسية فإن جزءاً أوسع من المعارضة سيشارك في هذه المباحثات، كما أن الائتلاف الوطني السوري الذي لم يشارك في اللقاء الأول يفكر في التوجّه إلى موسكو، وهذا شيء طيب ويخدم الفكرة، إذ كلّما كان التمثيل أوسع زادت فعالية المهمّة.

الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا دي ميستورا سيشارك في المباحثات، وقد يجري نوعاً من التلاقح بين نتائج الجولة المقبلة ومفاعيل جهده بتجميد القتال في حلب وتوسيع التجربة في حال نجاحها إلى مناطق ساخنة أخرى.

حين ينظر أي عربي أو أي إنسان ذي ضمير إلى المشهد السوري تتقافز الأولويات في ذهنه لتستقر على أولوية وقف سفك الدماء ومن ثم وقف التدمير الشامل في هذا البلد العربي المهم. فبعد قرابة أربع سنوات أصبح من الملح والضروري التفكير بمسؤولية أكبر تجاه أبرياء يُقتلون وبلد يَفقد وجوده تدريجياً.

ينبغي أن تكون أسس الحل وكذا التفكير فيه مبنية على أساس القلق على مصير سوريا والحرص على دماء شعبها، فليس هناك ما هو أغلى من الإنسان.

بات واضحاً أن الحل في سوريا سياسي، وكل الأطراف الإقليمية والدولية تقريباً مقتنعة بذلك، وبالتأكيد لن يكون ممكناً ولن يقود أي حل سياسي إلى عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الأزمة، لكن من الضروري أن يبنى الحل على أساس تحقيق كرامة الشعب السوري واحترام سيادة سوريا ووحدتها ورفض أية محاولة للتقسيم.

 وقد تؤسس مباحثات موسكو لحل سياسي مقبول من جميع الأطراف، ليوقف القتل كمهمّة ملحة ويوحّد السوريين جميعاً في مواجهة الإرهاب باعتباره خطراً يهدّد البشر والحجر والحياة.

Email