«المركزي» والمشهد الفلسطيني

ت + ت - الحجم الطبيعي

المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي ختم أمس يومين من الاجتماعات في رام الله، هو الحلقة الوسيطة بين المجلس الوطني واللجنة التنفيذية. لكن الفلسطيني العادي الذي يتقلب على جمر الاحتلال وجرائمه، يريد لأي اجتماع لأي مؤسسة أن يكون حلقة وسيطة بين طرفي الانقسام.

المجلس المركزي يركّز على بند أساس في اجتماعاته وهو تحديد العلاقة مع إسرائيل، لكن الفلسطينيين يهمّهم أولاً ترميم العلاقة الفلسطينية الفلسطينية، باعتبارها حجر الأساس إن لم نقل الشرط الوجودي ليس للقضية فحسب، إنما للفلسطينيين كشعب.

أياً كانت الزاوية التي يمكن من خلالها النظر للمشهد الفلسطيني نجده مظلماً وباعثاً على التشاؤم، طالما أن الانقسام بقي سيّد الموقف.

وما نراه أن المجلس ينعقد على وقع الانقسام المتكرّس، بل إن بعض أعضائه مقاطعون للجلسة، حتى بند العلاقة مع إسرائيل لا يمكن مناقشته بمعزل عن العلاقة الداخلية الفلسطينية، إذ إن فقدان ورقة الوحدة الوطنية يبقى ثغرة في جدار المواجهة مع الاحتلال على جبهتي المقاومة والدبلوماسية، إذ يقفز السؤال التقليدي في هذه الحالة: كيف تواجه عدواً موحّداً بجبهة منقسمة؟

هل من مصلحة القضية الفلسطينية أن يخاطب العالم لسانان فلسطينيان أو ثلاثة أو أربعة؟.

العرب الذين يعانون الانقسام منذ سايكس بيكو يجدون أنفسهم موحّدين حين يصلون أبوب القضية الفلسطينية، لكنّهم حين يتعاملون مع قضية منقسمة سيجدون انقسامهم ينتعش.

حتى لو كان بعض العرب مختلفاً مع بعض الفلسطينيين لسبب أو لآخر، فإنه لا يمكنه أن يسحب موقفه هذا على قضية العرب المركزية والأولى، بل يبقي على الدعم التقليدي الداعم للقضية، ويتجاوز عن اختلاف أو تحفّظ تجاه هذا الفصيل أو ذاك.

فلسطين عامل تجميع للعرب، وهي بوصلة تشد إليها الملايين من أبناء الأمتين العربية والإسلامية. لكن هذا العامل لكي يفعل فعله يجب أن يصدر عن قضية موحّدة ومؤسسات مركزية. وهذا الانقسام يشكّل غطاء على استمرار الاحتلال والاستيطان وتهويد القدس.

Email