الموحد الذي لا يغيب

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس إشهاراً عادياً، إشهار وإعلان تأسيس وكالة فضاء إماراتية، وبدء مشروع لإرسال مسبار عربي وإسلامي إلى المريخ،، فالإشهار يفيض بالرسائل من حيث الدلالة والتوقيت، وما بينهما. إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة لهذه المفاجأة والمسرة العلمية يأتي في توقيت رمضاني، لا ينساه شعبنا، ولا العرب والمسلمين، والعالم، الذكرى العاشرة لرحيل الشيخ زايد الأب المؤسس، العربي الموحد، في زمن تتبدى فيه فرادة الراحل الكبير، إذ نرى دولاً وشعوباً، تتشظى، استبقها الشيخ زايد رحمه الله، بفضيلة الوحدة، في رد على أزمنة الشقاق التي نراها، وهذا استبصار بلا حدود.

يقال للعالم اليوم، إن الإمارات دولة لا تكتفي بالوفاء اللغوي لعظمائها، لكنها ترد المعروف، بأن تتصدر الأمم، وتحفر مكانتها تحت الشمس، دون ادعاء، ومثل هذا المشروع، تكمن أهميته أيضاً من حيث التوقيت، لكون ميقات وصول المسبار إلى المريخ عام 2021 يتزامن مع الذكرى الخمسين لتأسيس الدولة، وهذه الوحدة، التي لم تكن حبراً على ورق، ولا مجرد نية أو شعار، إذ نراها في المنجز العلمي والتفوق والصدارة في كل المجالات.

للإشهار سر آخر هنا، يقول : إن الإمارات دولة آمنة مستقرة، لا تخاف المستقبل، ولا تتراجع للخلف، تحت وطأة ما نراه في المشرق العربي الذبيح، تعمل دولتنا للمستقبل، بروح عنيدة، والتخطيط لا يخالف القدر.

كل الأمم الناجحة تضع خططها لخمسين عاماً وأكثر، ولا تتورط في إدارة الدول والشعوب بذهنية »اليوم« فقط، وهذا ما يقوله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: » رغم كل ما يحدث في عالمنا العربي من توترات ونزاعات نريد أن نقول للعالم بأن الإنسان العربي متى ما توفرت له الظروف المناسبة فهو قادر على تقديم إنجازات حضارية للإنسانية«.

استثمار قيادتنا الأساس كان في الإنسان، وهذا الاستثمار لن يخسر، وأرباحه ستتجلى جيلاً بعد جيل، في ظل الفصل اليوم بين الأمم والشعوب، على أساس العلم والتكنولوجيا، فيما يبقى الاستثمار في غير ذلك، خسارة للإنسان وحياته وإمكاناته. في ذكرى رحيل الشيخ زايد، نرى الأمل في ذريته المباركة، وفي قيادتنا المستنيرة، وقوس العز المنصوب في سماء البلاد، يظلل ببركاته وخيراته شعبنا، وكل من في هذه الأرض الطيبة. سلام على روح والدنا، فهو حاضر بيننا، وغير غائب، بكل ما نراه.

Email