الإمارات وقضية فلسطين

ت + ت - الحجم الطبيعي

في غمرة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، تتجدّد مبادرات دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه الشعب الفلسطيني، وآخرها تخصيص منحة بقيمة 192 مليون دولار، وتكليف هيئة الهلال الأحمر بإقامة مستشفى ميداني لمعالجة جرحى العدوان الإسرائيلي. نقول »تتجدّد« لأن هذه ليست أولى المبادرات التي تقدّمها الإمارات للشعب الفلسطيني الصامد والمقاوم، بل سبقها تاريخ طويل من الدعم والمساندة، بدأ منذ تأسيس دولة الاتحاد وما زال هذا الدعم أحد أسس سياسة الإمارات ومواقفها القومية، إذ كان مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من أوائل القادة والسياسيين الذين تبنّوا مركزية القضية الفلسطينية واعتبارها قولاً وفعلاً قضية العرب الأولى، وكان رحمه الله الداعم الأول لنضال الشعب الفلسطيني سياسياً ومالياً، انطلاقاً من تجسيد الأخوة العربية والإسلامية التي كانت جزءاً أساسياً من فكره ومنهجه.

وعلى المنهج ذاته سارت قيادة الإمارات الحكيمة ومؤسسات الدولة كلّها وعلى رأسها مؤسسة الهلال الأحمر التي يعرفها الفلسطينيون جيّداً مثلما يعرفون مستشفى الشيخ زايد في رام الله، حيث أنشأت الهيئة مستشفى ميدانياً ونشرت طواقمها الطبية في سائر مناطق الضفة الغربية بعد اندلاع انتفاضة الأقصى في العام 2001، وأخذت على عاتقها إعادة إعمار مخيّم جنين مثلما بنت آلاف المساكن للفلسطينيين الذين دمّر الاحتلال منازلهم في قطاع غزة.

عندما تقوم دولة الإمارات بواجبها القومي والديني والإنساني تجاه الأخوة الفلسطينيين، فهي تفعل ذلك تجاه شعب شقيق ينتظر وقفة أشقائه ودعمهم الحقيقي والعملي، وهي تنطلق من إحساس بالمسؤولية التي تخلى عنها كثيرون أو تصرّفوا بدافع المزايدة والتوظيف السياسي. الإمارات تقوم بواجبها ولا تلتفت لمزايد هنا أو حقود هناك، وتتصرّف على أساس أن الفلسطينيين في أمس الحاجة لدعم صمودهم وبلسمة جراحهم وحماية وحدتهم، وليسوا بحاجة للتنظير وقصائد المدح وبث الشقاق في صفوفهم. لذلك هي تدعم الشعب وقيادته الشرعية وليست هذه الفئة أو تلك، وعلى هذا النهج تمضي الإمارات في مواقفها ومبادراتها تجاه أية قضية عادلة وشعب يعاني.

Email