ضرورة الأمن والاستقرار

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاش المصريون الأحد الماضي، يوماً تاريخياً سيحفظونه في سجل من ذهب، ذلك أن هذا اليوم لا يمثل فقط تسليم السلطة ومقاليد الحكم في البلاد من رئيس مؤقت أدار مرحلة انتقالية تعد من أصعب المراحل، إلى رئيس منتخب فحسب، بل هو يوم توقد فيه شمعة جديدة لتنير طريق المصريين وتنقلهم من بحر المخاوف إلى يم الأمل والاستقرار، إذ انتظر المصريون طويلاً هذه اللحظة بعد معاناة كبيرة في الفترة السابقة.

لم يكن تركيز الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في أول خطاب له في هذا المنصب، على قضية الإرهاب ومواجهته إلا دليلاً على إدراك هذا الرجل للخطر الذي يحدق بمصر وشعبها، إذ تعهد بـ«دحر الإرهاب وتحقيق الأمن»، وهو ما تحتاجه مصر في هذه الظروف لتدشن من جديد مرحلة التنمية التي لا تتأتى إلا بتوفر الأمن والاستقرار.

على المصريين اليوم أن يقفوا اليوم وقفة رجل واحد وأن يصطفوا حول رئيسهم الجديد، والعمل جنبا إلى جنب للدفع بعجلة التنمية نحو الأمام، كما يجب عليهم أن يكونوا الحصن المنيع أمام أي شكل من أشكال العنف والإرهاب. إن المرحلة المقبلة هي مرحلة إعادة الاستقرار ونشر الأمن والعدالة، ذلك أن الأمن والتنمية وجهان لعملة واحدة.

فلا تنمية من دون أمن ولا أمن من دون تنمية، فالأمن هو المحرك الحقيقي للتنمية والداعم لها والمؤكد على استقرارها وازدهارها وديمومتها، ولهذا تحرص دول العالم على الاهتمام بالأمن واعتباره من أهم الواجبات الرسمية التي تقوم عليها الدول، وتسخر لها كل الإمكانات المادية والبشرية.

وهذا يستوجب من دولنا العربية الوقوف مع مصر وأن تتكاتف أكثر من أي وقت مضى، من خلال تبادل الخبرات والمعلومات لدحر أي مخطط يستهدف أمن واستقرار المنطقة ومواطنيها، خاصة في ظل ما تشهده منطقة الساحل وتنامي تنظيم القاعدة من جهة، وحالة الانفلات المستمرة التي تشهدها ليبيا، وغيرها من أزمات وصراعات تستدعي تضافر الجهود وتعزيز التعاون والتكامل لتحقيق الأمن العربي المشترك.

Email