قرارات «صعبة» تواجه أوباما

ت + ت - الحجم الطبيعي

في خضم الجدل الدائر حول الملف النووي الإيراني والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في حق الفلسطينيين، جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما تعهده لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، خلال لقاء مطوّل امتد قرابة ثلاث ساعات جمعهما مساء الاثنين في واشنطن، التزامه المطلق بعدم امتلاك طهران سلاحاً نووياً، مشيرا إلى أنه يجب اتخاذ «قرارات صعبة» تتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط، دونما الإعلان عن خطوات عملية واضحة في كلا الملفين الشائكين.

الرجلان اللذان جمعتهما مرحلة متوترة من تبادل الانتقادات على مدى عطلة نهاية الأسبوع، جلسا معاً في المكتب البيضاوي في اجتماع طغى عليه شكلياً طابع الود والجدية، ووصفه أوباما بأنه «شهادة على الروابط الهائلة» بين البلدين، فيما واصل نتانياهو خلاله توجيه أصابع الاتهام للفلسطينيين، مدعياً سعيه لتحقيق السلام، ولكن بعبارة أن هناك حاجة ملحة لـ«ثلاثة أطراف في رقصة التانغو مع الفلسطينيين»، في إشارة إلى عدم رغبة القيادة الفلسطينية في تحقيق السلام، على حد زعمه، ومجدداً كذلك التحذير من خطورة المساعي الإيرانية لامتلاك «النووي».

ومع الحديث عن لقاء مرتقب بين أوباما وعباس في واشنطن، يبدو جلياً أن الرئيس الأميركي يتجه لتدخل مباشر، ولأول مرة، في جهود السلام التي يبذلها وزير خارجيته جون كيري منذ نحو عام، وسط ترجيحات بممارسته ضغطا صريحا على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، من أجل عقد اتفاق سلام والتوصل إلى تسوية، لا تبدو ملامحها في صالح الفلسطينيين، بناء على تصريحات أوباما التي تكرر ذاتها، والتي سبقت وتلت لقاءه مع نتانياهو، ما يعني أن القضية الفلسطينية ستظل تدور في حلقة مفرغة، في سراديب السياسة الأميركية الداعمة بشكل مزمن وفظ للإسرائيليين.

كذلك، بقي الملف الإيراني في الجلسة بعيدا عن التفاصيل المعلنة، باستثناء التعهدات الأميركية بمنع امتلاك طهران سلاحاً نووياً، لتبقى هذه القضية بين شد وجذب في أروقة لقاءات جنيف وغيرها، بإعلانات عن حدوث تقدم واختراق للعقبات، ولكن دون حل جذري يطوي صفحتها بشكل نهائي.

Email