قمة الطموح والرؤية الموحدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا شك في أنّ القمة الخليجية، التي تنطلق اليوم في الكويت، تمثل محطة هامة على طريق توطيد العمل الخليجي المشترك، ورسم خريطة طريق مستقبله، واستحقاقاته، بما يحقّق المزيد من الترابط، وصولاً إلى تحويل كل طموح، لكل مواطن خليجي أينما كان، إلى حقيقة.

القمة، كسابقاتها الـ33، ستركّز على الملفات التي تهم المواطن الخليجي: الاقتصاد، والتنمية، والأمن، وتتلمّس فضاءات تعزيز المواطنة، ومظلة الرعاية. وهي ستتحاشى، كما بدا من خلال التصريحات الحكومية الكويتية، الدخول في دهاليز ضبابية، وعليه، فالقمة من شأنها أن تجهد في البحث عما يعزّز التلاحم والتكامل الخليجي المنشود، وإن كانت ستجد نفسها مضطرة هذه المرة، لأن تبحث في جسر هوة أي تباين قد يطفو على سطح علاقات دول هذه المنظومة، التي تحسد على تناغمها وترابطها.

إنّ الشعوب الخليجية من حقّها أن تفخر بثبات سفينة الخير الخليجية، رغم تلاطم الأمواج الإقليمية، بفضل حكمة وحنكة قادة المجلس الأعلى لدول التعاون، الذين لا يألون جهداً في توفير سبل الرخاء لشعوبهم.

حتى الآن، فإن المسيرة الخليجية، التي انطلقت في العام 1981 من عاصمة الخير، عاصمة دولتنا الحبيبة، أثبتت نجاحها، وأصبحت مصدر اعتزاز ومحط إعجاب، لذا فالرهان، بل الحقيقة، أن حكمة القادة ستتجاوز أي تباين طارئ.

والحقيقة أيضاً، أنّ هذه المنظومة، المشهود لها، باتت تتجه إلى قممها الأنظار، في ظل ضعف قوة القرار الصادر عن جامعة الدول العربية، لرسم الطريق للقضايا العربية الهامة، وقيادة سفينة الأمة العربية إلى درب الأمان، والاستقرار، والرفاه، لذا ستكون هناك، بالتأكيد، محاولة لتوحيد الرؤى تجاه الأزمة السورية، والتطورات التي تعيشها مصر، فضلاً عن تجديد الدعم للمفاوض الفلسطيني، الذي يواجه مرحلة مصيرية في طريقه نحو انتزاع الاستقلال الكامل، وحماية ما تبقى من الأرض والسيادة.

وقمة اليوم، التي تنعقد برئاسة أمير الدبلوماسية، أمير دولة الكويت الشقيقة، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ستكون أمام تحديات كبيرة، تفرضها الاستحقاقات، التي تمر بها المنطقة، على غير ملف ساخن ومُلح، في ظل وقائع متلاحقة.

Email