سوريا الثورة.. عام ثالث

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخلت الثورة في سوريا أمس عامها الثالث مقدمة زهاء الـ70 ألف قتيل، وسط ارتباك دولي وتخبط في المواقف السياسية يحول دون وقف هذا الشلال من الدم العربي.

عامان مرا على الثورة في سوريا، والنظام لا يزال يواصل نهجه في القتل والتعذيب والقصف.. عامان مرا على الثورة في سوريا، وقد تحول كثير من مدن هذا البلد العربي الشقيق إلى مدن أشباح هجرها أهلها.. عامان مرا على الثورة في سوريا، وقد غدا بعض المدن أثرا بعد عين لسان حالها «كان هنا يوم بشر وحجر»!

إن شلال الدم السوري الذي تزداد حدته يوما تلو الآخر، فيما الساسة منشغلون بأفق حل سياسي لا يبدو قريبا، سيظل وصمة في جبين المجتمع الدولي والعالم بأسره.

إن التقارير تشير إلى سقوط أكثر من 70 ألف قتيل، وحدث ولا حرج عن المفقودين أو اللاجئين، سواء في الداخل أو الخارج. أما عن الأطفال ومعاناتهم، فالكارثة أكبر من أن توصف. يكفي أن تقريرا صدر عن منظمة الـ«يونيسف» حذر من أن جيلا كاملا من الأطفال السوريين عرضة لخطر الضياع.

وأوضح رئيس صندوق الأمم المتحدة للطفولة أنتوني ليك في تقريره، أن «ملايين الأطفال داخل سوريا شاهدون على ضياع ماضيهم ومستقبلهم، وسط الحطام والتدمير الذي تشهده البلاد»، مضيفا أن «الأربعة ملايين شخص الذين بحاجة ماسة للمساعدة داخل سوريا، نحو نصفهم من الأطفال دون سن 18، وهناك 536 ألف طفل دون سن الخامسة».

إن سوريا تدخل مرحلة حرجة، وعلى النظام السوري أن يدرك أن إرادة الشعوب أقوى، وأنه لا يمكن أن يستمر في دك مدن بلده بقذائف الصواريخ والهاون والمدفعيات الثقيلة.. إلى ما لا نهاية.

إن العام الثاني للثورة في سوريا شاهد على مأساة دامية، فصولها ملايين المدنيين المشردين، وعشرات الآلاف من القتلى والبيوت المهدمة والمدن المهجورة، لا لشيء إلا أن شعبا أراد أن ينال حريته من نظام استعذب القتل والدمار.

إن العالم بأسره عليه مسؤولية تاريخية إزاء وقف الدم في سوريا، وأن يضغط بكل الوسائل لوقف أعمال القتل والدمار في بلد عانى ما يكفي ويزيد، ولم يعد مقبولا أن تستمر معاناته أكثر.

Email