دبي الأمل وأكثر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تضرب دبي موعداً مع الإبهار وجرأة القرار، حتى أصبحت بفضل الله وحنكة سموه، المدينة التي لا تنام، كلما أنجزت مشروعاً، شرعت في التالي، بعيداً عن ضجيج المتشائمين، فهنا القيادة تعمل ولا تتكلم، تنتج وتنجز دون ضوضاء الفلسفة، فالقادم إليها سينبهر منذ أن يحط في مطارها، أكبر المطارات الدولية في العالم، ليجد نفسه في مدينة همها الأول بناء الإنسان، ونشر الأمن فيها ممزوجاً بالعدل، وإنشاء مجتمع عصري.

قدمت دبي في آخر يوم من سنة 2015، درساً جديداً للعالم هذه المرة في كيفية التعامل وإدارة الأزمات والكوارث، ففي ذروة استعداداتها لاحتفاليتها المشهورة والمعهودة بالعام الجديد، ضرب حريق ضخم، أحد أهم مرافقها، فندق العنوان في «داون تاون دبي»، والذي يتوسط مكان الاحتفال الرئيس، الذي ينتظره بشغف الملايين في الإمارات وحول العالم، ليشاهدوا إبهار برج خليفة، وما يرافقه من فقرات، نجحت دبي، ممثلة في شرطة دبي والدفاع المدني والإسعاف، وبشكل لافت، بالسيطرة على الحريق الكبير، وإخلاء نزلاء الفندق والملايين حوله، في زمن قياسي، دون حوادث كبيرة تذكر، بتعامل احترافي، يليق باسم سيدة مدن العالم، دبي.

ولأنها دبي، المدينة المختلفة التي لا يليق بها وجه المآسي والحزن، ولا تلتفت قيادتها وسكانها للمتشائمين، أبت إلا أن تواصل رسم السعادة والاحتفال، وعلى بعد أمتار بسيطة من الحادث، وبعد ساعات فقط، تفجرت أنوار الفرح والأمل في سماء دبي، ابتداء من برج خليفة وحتى منطقة المرسى، مروراً بالمعلم الرائع برج العرب، لترسم لوحة فنية احتفالية رائعة على طول 23 كيلو متراً من شواطئها الساحرة، والأهم من ذلك، وما لفت الانتباه في خضم هذه الحادثة، الابتسامة التي لم تفارق محيا سكان وزوار المدينة، الابتسامة التي تدل على الثقة المطلقة والأمل المطلق في دبي ومؤسساتها!

دبي مدينة تتجسد في فكر قائدها وربانها «بوراشد» حفظه الله، إذا لزم الأمر، في خلق بيئة يتنافس فيها المتنافسون، بعزيمة قوية في مواجهة كل تحدٍ، حتى أصبح الروتين عدوها، والمستحيل خصمها.

Email