عام جديد

ت + ت - الحجم الطبيعي

لكل شيء نهاية، وهي حكمة إلهية، ولعام 2015 نهاية، مثل حال الأعوام التي مضت، ودّعناه فيها بكل لحظاته التي عشناها، ما بين أفراح وأتراح.

لاستقبال عام جديد، وجب علينا توديع هذا العام، بعيداً عن كل الحسرات والآلام والأوجاع التي أصبنا بها طيلة مشوارنا السنوي، لنستقبل هذا العام، وفي أيادينا أقلام بألوان زاهية، ندون بها ما نتمناه، ونعيد تجديد الأماني التي لم نحققها سابقاً، ولنقف مع أنفسنا وقفة تأملية على شريط أيام العام المترجل، نعيد فيها حساباتنا، ليس مع أنفسنا وحسب، بل مع علاقاتنا الاجتماعية وأعمالنا وأوقاتنا، لكل منهم حق، نسأل ونحاسب عنه، فلنحاسب أنفسنا قبل أن نحاسَب.

عام ودّعَنا، بعد أن قسى علينا بضرباته في العالم العربي، عام أظن أنه الأقسى، لم يرأف بأفئدة الأمهات، ولم يرحم براءة الأطفال، ولم يحفظ كرامة الرجال، انتهكت فيه حرمة بعض الأوطان المبتلاة بالصراعات، وهاجر الأحرار من أوطانهم.

كم آلمنا حال اللاجئين الذين عبروا البحر هرباً إلى أوطان يعتقدون أنها ستكون أرحم عليهم من أوطانهم، ودّعوا أوطانهم حرقةً، بحثاً عن فرصة للبقاء، كنا معهم بقلوبنا، وسالت دموعنا لأجلهم، بقيت عبارات التضرع هي رابطنا بهم، لإخوة ليس لهم حول ولا ذنب في دسائس ومكائد عقول باطلة، همها تفريق الأوطان وزعزعة الأمان وإثارة الخراب، قد تكون مطامعهم الوصول إلى مبتغاهم، فهيهات هيهات، لأننا أمة لا تستسلم، الحق بأيدينا، والنصر قادم، وستكون الأيام القادمة رهان ذلك.

سنرى في هذا العام، بإذن الله، الحمام الأبيض الذي اعتاد أن يرفرف في أوطاننا العربية، سيعيش الطفل طفولته، ويمارس الإنسان حقوقه وحياته، ستختفي لغة الحرب، وتمحى العنصرية، سيكون عاماً بنكهة التعايش، وكل عام نحن بخير، وأوطاننا العربية يسودها الأمن والخير.

Email