هزيمة إسرائيل ممكنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع قوة إسرائيل ومكانتها بين دول العالم، من حيث التطور والتقدم في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية وحتى الصناعية والاستثمارية والسياحية، مقارنة بضعف الدولة العربية، التي تعيش أزمات محزنة في كل المجالات المذكورة سلفاً، يتحتم على الحكومات العربية أن تضع خططاً منهجية واستراتيجيات مستقبلية، لتطوير منظومة العمل الحكومي، ورفع مستوى الحياة للشعوب، التي تعيش أسوأ عصور الأمة المتقلبة بين ثنايا الذل والعبودية.

الخطط الاستراتيجية التي ستغير موازين القوى لصالح الأمة العربية في المواجهة الأزلية مع الكيان الصهيوني لا بد أن تعتمد على بنود عدة تكون ركيزة لها في انطلاقتها الجديدة، بنود تؤكد استغلال كل الموارد المتوافرة بشكل سليم ومتواز، لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من كل مورد، فالقوة التي تعتمد عليها الدول في الساحة العالمية هي قوة متكاملة ومترابطة تجمع السياسة والاقتصاد في سلة واحدة، فإن نقص مكنوز الاقتصاد أضعف الدولة في مواقفها السياسية.

الفساد والمحسوبية خلايا مسرطنة تستفحل في جسد الحكومات العربية، واجتثاث هذا السرطان أمر حتمي لتأسيس قاعدة انطلاق نحو النهضة على المسار الصحيح، ما يؤدي إلى ظهور المساواة والشفافية، اللذين سيحققان ارتفاعاً في معدلات الأمن والأمان في المجتمع، ما يشكل بيئة خصبة لمشاريع النهضة المستقبلية.

هزيمة إسرائيل ستكون سهلة إذا تمكنت دول المنطقة من مجاراة التطور بالرتم السريع للحاق بركب التطور، ويمكن هذا بإعادة صياغة العملية التربوية والتعليمية بعيداً عن التلقين ومعتمدة على الأبحاث والابتكار، واستغلال الأراضي الخصبة والمساحات الكبيرة لترميم الشبكة الزراعية العربية العملاقة، إضافة إلى إنشاء مدن صناعية كبرى بمحفزات استثنائية لاستقطاب الشركات العالمية..

وهذا ما يؤدي إلى تنشيط التجارة الدولية، التي سترفع كفاءات الأسواق المالية وتفتح مجالات للاستثمارات العربية والأجنبية، ما يجعل الدولة العربية وجهة سياحية، تمزج بين التحضر وعبق الماضي من معالم أثرية.

Email