كيف نهزم إسرائيل؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا توجد مقارنة بين ما تمر به الدول العربية من أزمات وضعف وترهل في قواها العسكرية والسياسية والاقتصادية، وما تملكه إسرائيل من ترسانة عسكرية متطورة، وسياسة فتاكة، واقتصاد متين.

الكيان الصهيوني الصعلوك الصغير بحجمه، والكبير بمفعوله، الذي تصفه شعوب العالم العربي والإسلامي بالجبان، يمتلك قوة لا يستهان بها في الساحة الدولية، كما يسيطر بنسبة كبيرة على مجريات الأحداث في الشرق الأوسط، وما تشهده المنطقة من تقلبات في أوضاع الدول وحكوماتها، بعد ظهور ما يدعى بالربيع العربي، وتيسيرها بما يخدم مصالحه وأمنه، ليشتت من يعاديه بين نيران الأزمات الداخلية، والفوضى الدولية.

قوة إسرائيل لم تأتِ من فراغ، بل جاءت بعد خطط ممنهجة وعلمية وعملية للوصول للأهداف الموضوعة، حيث تخصص سنوياً، النسبة الأكبر في موازنتها للتسليح، فوصلت لقيمة 57 مليار شيكل (ما يعادل 57 مليار درهم) لعام 2015، و55 مليار شيكل في العام التالي لذلك، من إجمالي ميزانية عامة للعام 329.5 مليار شيكل، وستزيد بـ 13.8 مليار شيكل في عام 2016، في حين تضاعف الدخل القومي في إسرائيل خلال نصف قرن 26 مرة، كما صنفت في المراتب الأولى عالمياً في مؤشرات السعادة العالمية، وعملت على إعداد دراسات وأبحاث لتطوير قوتها الاقتصادية، فحرصت على تنمية قطاعات الزراعة والصناعة والتجارة والاستثمار بشكل متوازن، حتى أصبحت من أقوى اقتصادات العالم، وانتهجت حكومة الكيان، سياسات داخلية، حققت الاستقرار الوظيفي للإسرائيليين، ما انعكس بإيجابية على الأوضاع الاجتماعية.

ورغم هذا كله، لم تكتفِ إسرائيل بذاتها في التطوير، وتمكنت من إخضاع أقوى إمبراطوريات العالم لسيطرتها عبر أذرع رؤوس الأموال ورجال الأعمال، حتى أصبحت كطفلة مدللة، فحظيت بدعم غير محدود من الولايات المتحدة.

هذا الواقع المؤلم الذي يعيشه العالم العربي من ضعف وهوان، لن يستطيع مواجهة قوى منظمة وممنهجة كإسرائيل، ولم يعد قادراً على فرض كلمته في الساحة الدولية، ما يستدعي على حكومات الدول العربية، إعادة هيكلية خططها المستقبلية، ومحاربة الفساد والرشى في مؤسساتها الحكومية، وإعادة النظر في التعليم، وتطوير قطاعات الزراعة والصناعة، فالأرض العربية خصبة، وعقولها نيرة.

Email