إعدام العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في قديم الزمان امرأة عربية مهيبة جليلة تسحل إلى السجن على يد الروم في سوق عمورية، صاحت صرخت وامعتصماه وامعتصماه، فانتفض الإسلام غيرة، وأرسل المعتصم بكتاب إلى أميرهم خطت بحروف عز ورجولة، كان فيها: «من أمير المؤمنين إلى كلب الروم أخرج المرأة من السجن وإلا أتيتك بجيش بدايته عندك ونهايته عندي»، فلم يستجب الرومي فدخل المعتصم عمورية.

هي قصة من الواقع، قصة فخر في زمن غار، واليوم نسمعها كأنها من عالم الخيال، وحال أمتنا اليوم يرثى لها، ففلسطين تغتصب كل يوم ألف مرة، والأقصى مسرى النبي محمد يباع في مزاد، والقدس مدينة السلام أطفالها يقتلون في طرقاتها، يستنجدون أمة نائمة، ونساء في الأزقة يهتفن الله أكبر في وجه الطغيان، وخناجر صبيان تطعن كل جبان، وفتيات كالياسمين يصحن في أمة الإسلام، وأمة المليار ونصف المليار بلا آذان.

استهداف واضح لجيل شباب ما بعد أوسلو، الذين كانوا هدفاً لبعض المؤسسات الخادمة لإسرائيل في الباطن، أو كما يطلق عليها (الإن جي أوز) الممولة من الولايات المتحدة والغرب، وذلك لتغيبهم خلال ربع عقد من الزمان عن واقع الاحتلال، ولزرع فكر الاستسلام للكيان الصهيوني، هذا الجيل الذي أفشل خطط ساسة بني صهيون يتعرض لإعدامات ميدانية على أيدي العسكر الإسرائيلي وميلشيات المستوطنين والصهاينة المسلحين، تحت ذريعة محاولة الطعن، فالتهمة مجهزة والسكين في جيب السفاح، وملف القضية سيغلق في لحظات، والضحية الأولى هو العربي، حتى بات الإسرائيليون من أصول عربية يخشون الاستهداف من أبناء جلدتهم عن طريق الخطأ فلبسوا قمصانا كتبوا عليها أنا يهودي.

هذا الجيل الشاب الذي لم يقرأ كتب الموت يوماً، لم يعد يتوقع من الأمة العربية أي تدخل، رافضاً كل أنواع الذل والتوسل، رغم إدراكهم أن موعدهم آتٍ لنيل الشهادة كمن سبقهم من جيلهم في الأيام السابقة، تاركاً العرب يذكرون بطولة عمورية ويتحسرون على رجولتهم الضائعة في زمن العبودية.

Email