أنقذوا الأسرى

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجح الاحتلال الإسرائيلي في صرف أنظار العالم في الآونة الأخيرة عن قضايا الأسرى المضربين عن الطعام بعدما هبت بنجاعة قضيتهم في الأشهر الماضية إعلامياً مسجلة انتصارات لبواسل نحتوا أسماءهم في سجلات الصبر بكسر قيود السجن الغاشم.

سياسة قذرة تتبعها السلطات الإسرائيلية في إطفاء نار ثورة الأمعاء الخاوية للأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام احتجاجاً على اعتقالهم الإداري التعسفي بلا لوائح اتهام وبملفات سرية منذ ما يزيد عن 40 يوماً، والذي وصل عددهم إلى 17 أسيراً منهم 7 في حالة الخطر، وانتصرت الصهيونية بتشتيت الإعلام العربي والعالمي في قضايا متشعبة ألهتها عن قضية من يقبعون خلف القضبان.

انتصار حرر إسرائيل من الضغوط الدولية والحقوقية التي أجبرتها على إخفاء وجهها الوحشي خلف قناع الإنسانية مدعية التزامها بالمواثيق الحقوقية الدولية، وأظهر الوجه الحقيقي لكيان لم يعرف معنى الرحمة في قاموسه الاستبدادي، فإدارة مصلحة السجون لم تعد تكترث لتدهور وضع الأسرى الصحي، رافضة نقلهم للمستشفيات للمتابعة الطبية والعلاج، مع إبقائهم بالعزل الانفرادي في أقسام الجنائيين، بالإضافة إلى عرقلة المحامين لزيارتهم، ساعية إلى إرهاق الأسرى لكسر الإضراب والضغط عليهم.

رغم أن زعماء إسرائيل ورؤساء عصاباتها كانوا أول من اكتوى بالاعتقال الإداري في سنوات الأربعينيات على يد الانتداب البريطاني، وأدانوا هذا الاعتقال واتهموا الحكومة البريطانية بانتهاك حقوقهم الأساسية، إلا أن دولة الكيان الصهيوني التي بدأت بتطبيقه على الفلسطينين منذ بداية النكسة عام 1967، طورت طريقة مواجهة الأسرى الفلسطينيين بأسلوب أكثر وحشية وجرم يصل إلى حد القتل دون اكتراث بالعالم، فحملات التنكيل المستمرة بالأسرى صارت تستدعي تدخلاً عاجلاً من المؤسسات الحقوقية والإنسانية والدولية والقوى الوطنية والإسلامية ووسائل الإعلام للضغط على الاحتلال لإنقاذ حياة الأسرى والاستجابة لمطالبهم.

Email