نصير فلسطين

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذا تمكن الزعيم الجديد لحزب العمال البريطاني جريمي كوربن من الوصول إلى منصب رئاسة الوزراء، فإن ذلك سيكون بالتأكيد أخباراً سارة للقضية الفلسطينية، فالرجل من البريطانيين الذين يعترفون بالمعاناة التي سببها الاستعمار الإنجليزي للشعوب الأخرى، ويعتبر الشعب الفلسطيني شعباً تعرض للظلم ويجب أن يأخذ حقوقه، وأفيد أنه كان يقود حملة في البرلمان لدفع الحكومة على الاعتذار عن وعد بلفور الذي تعهدت بريطانيا بتنفيذه وعملت فعلاً على ذلك.

وبانتخاب كوربن، تنطوي صفحة سوداء من تاريخ السياسة الخارجية لحزب العمال بلغت ذروتها في عهد توني بلير، الذي شارك في حملات عسكرية أكثر من أي رئيس وزراء بريطاني سابق. وتعاونه مع إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في الحرب على العراق كانت القشة التي قصمت ظهر البعير مع الناخبين، إذ خاضها بلير متجاهلاً مشاعر مليوني بريطاني نزلوا الى الشارع تعبيرا عن رفضهم لها.

في عهده، أصبحت السياسة البريطانية أكثر تأييداً لإسرائيل. وبلير بعد 11 سبتمبر أصبح أكثر التحاقاً بالسياسة الأميركية في المنطقة، وتصريحاته عن الدولة الفلسطينية اقترنت دوماً بالتأكيد على أمن إسرائيل، ومواقفه المتهاونة تجاه المستوطنات دفعت بـ50 دبلوماسياً بريطانياً سابقاً إلى الاعتراض عليها عام 2004.

لكن حزب العمال البريطاني شهد تحولاً عام 2012، عندما تقدم نوابه في مجلس العموم بمشروع قرار الاعتراف بفلسطين دولة، حيث حصل على 274 صوتاً، وعلى رمزيته، فان هذا القرار مثّل قطيعة مع سياسات بلير.

ومع انتخاب كوربن، العضو في حملة التضامن مع فلسطين والمعارض العنيد لسياسة إسرائيل والولايات المتحدة، نشهد تغييراً مهماً في الخطاب السياسي لصالح الفلسطينيين..

وخطاب كوربن ينطلق من مواقف إنسانية أخلاقية عامة كانت قد أصبحت مفقودة في قاموسنا السياسي، وهذه تجلت بمساندته للمهاجرين، ومعارضته الفصل العنصري، واستعداده للاعتذار للشعب العراقي ودعوته لنزع السلاح النووي من جانب واحد، ولهذا يتوقع أن تعطي مواقفه زخماً لأنصار الشعب الفلسطيني في العالم.

Email