اللقاء الخامس

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما تُصافح عينا القارئ هذه السطور، سيكون اللقاء الخامس بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين قد بدأ، مع استهلال السيسي لزيارته اليوم إلى موسكو، في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين.

لابد لنا من المبادرة إلى استبعاد أي احتمال لسوء الفهم لدلالات هذه الزيارة، التي يقوم بها السيسي لموسكو، فلا سبيل إلى القول إنها تأتي من إطار التحرك ضد أي طرف آخر، وإنما الفهم الصحيح لها هو أنها تندرج في إطار حرص مصر على توثيق علاقاتها بمختلف دول العالم.

ملامح هذا الفهم تبدو لنا واضحة من إلقاء نظرة واحدة على الملفات التي يناقشها الرئيسان المصري والروسي، وفي مقدمتها تعزيز التعاون بين الجانبين في المجال الاقتصادي، بعد أن أصبحت روسيا أهم الشركاء التجاريين لمصر في المرحلة التي أعقبت ثورة 30 يوليو.

والتعاون العسكري بين البلدين يشكل أحد أهم الملفات التي تجري مناقشتها خلال هذه الزيارة، خاصة مع التعاقد بينهما على إمداد موسكو للقاهرة بأسلحة متطورة، وعلى وجه التحديد في مجالي الطيران والدفاع الجوي.

لكن لابد من ملاحظة أننا هنا لسنا بإزاء تحالف شامل يردد أصداء العلاقات بين الجانبين في الستينات، فتغيير الأسلحة الرئيسية المصرية هو قرار استراتيجي بالغ الأهمية ينبغي أن يدرس بعمق، ومن مختلف جوانبه، وأن يستغرق الوقت الذي يستحقه.

ومن المهم الالتفات إلى المؤشرات المتعلقة بانضمام مصر إلى المنطقة الحرة التي أسستها روسيا وتعزيز سبل التعاون التجاري بين البلدين.

هذا اللقاء الخامس بين الرئيسين يؤكد لنا مجموعة من الحقائق المهمة، من المؤكد أن في صدارتها حرص مصر على مد جسور التعاون مع كل دول العالم، التي تبدي استعدادها للتعاون على أسس من التفاهم والاحترام المتبادل والحرص على مصالح الدول الساعية إلى السلام والاستقرار.

Email