مسرحية الدمار

ت + ت - الحجم الطبيعي

يوم تلو يوم تزداد وتيرة الأوضاع والأحداث في عالمنا العربي، وينثر الدم لونه الأحمر في كل بقعة من بقاع المنطقة.

نعم سيبقى الحال ما دام رعاة التطرف كالثيران يناطحون للحصول على السلطة، ولن يتغير حال الأمة لو بقي رعاة التطرف على ما هم عليه من ضياع، ولن تصلح حياتها مادامت الأوبئة المتطرفة مستوطنة نفوسهم وعقولهم.

جماعات تصارع أحلاماً وهي موقنة أنها سراب، ميليشيات تحارب بوحشية وهي متأكدة أنها ستكون في وديان الضياع، مقامرة خسارتها لا تقبل الجدال، مصيرهم محتوم بهلاك في سبيل الغي.

وستبقى هذه الأحوال، والتخلف عن العالم المتقدم والمتطور سيحسب بالأميال ما لم تغير هذه الجماعات أفكارها وتطلعاتها الضالة، فالحق واضح والباطل واضح وليست الأمور سواء، ولنتفكر قليلاً في حال عالمنا الآن، فبعد أن أصبحت تونس الخضراء سوداء، وليبيا الأمان أصبحت متجر سلاح لكل من جمع بضعة مرتزقة ظن أنه الأقوى ولن يقدر عليه أحد، ومصر المحروسة تحارب غزاة بذقون مزيفة لا تفهم إلا الجدال، وسوريا الجميلة غرقت بشلالات الدماء، وحضارة اليمن شوهت بأيدي الجهلاء، وتبقى البحرين تواجه بحكمة شرذمة الغرباء، وحتى أرض الحرمين مست بيوت فيها يسكنها الأمناء.

إلى متى يتفكر شباب الأمة اللاهث وراء التطرف أنهم ينهشون من دول جندت قادتهم لتسفك دماء أبناء جلدتهم، ومتى سيعرفون من المستفيد الأول من حالة أمتنا التي يرثى لها؟

كان لنا في الحروب وجهة واحدة، ولاتزال، هي فلسطين قضية الأمة وقبلة الأحرار، فيا من تدعون أن همّكم صلاح الأمة أين أنتم من غطرسة المحتل الحقيقي، أم إن تحريرها سيأتي بعد دمار بلادكم؟

لتنته مسرحية الدمار، ولتكفوا أيديكم عن الدار، فمن دونكم كنا ضعفاء لكن ببعض ردود أفعال، وكنا نخطو ولو ببطء نحو كيان يهابه العالم والأعداء، فكان للعرب بوصلة واحدة هي فلسطين، وبوجودكم صار العرب أضعف، وصارت همومنا بثقل الجبال.

Email