تنظيمات متأسلمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ظلام دامس تعيشه منطقة الشرق الأوسط بعدما حل عليها ضيف ثقيل الظل وراءه تنظيمات متأسلمة شوهت صورة الدين الحنيف في المعمورة. قيل عنه ربيع عربي.

ضيف نشر ظلاماً جعل الأمة الإسلامية والعالم العربي في تخبط مستمر بين متاهات الحق والباطل، لتعيش في زمن أسهل ما فيه الفتوى بين حرام وحلال ومسلم وكافر، زمن صار القتل فيه أيسر على البعض من رشفة ماء، والذبح هواية لمرتزقة جهلاء، زمن تعدم فيه الآدمية، وسفح لا يفرق بين طفل ولا شجر، ولا حتى أنثى وذكر، زمن ييتم فيه الوليد وترمل الصابرات الطاهرات، وتسمع فيه آهات الثكالى في سبع سموات، ورغم كل هذا لا يحرك أحد ساكناً وكأن شيئاً لم يكن.

لهذا الحد وصل فينا الحال وأفظع، حال لا يبكى عليه فقط، بل يُسجل بكل خزي كصفحة سوداء في كتاب الإسلام المشرق، الإسلام الذي ارتشف اسمه من السلام، فتحيته للبشرية بدأت بالسلام عليكم ولا تزال، إسلام أُرسل نبيه «صلوات الله وسلامه عليه» رحمة للعالمين، وجعل معتنقيه خير أمة أخرجت للناس، دين نهى عن قتل النفس بلا ذنب حين قال الله تعالى: «أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا».

دين نهى عن التنطع والتشدد فيه حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هلك المتنطعون» وكررها ثلاثاً، رسول أوصى جيوشه وقت الحروب والنزال أن لا يغدروا ولا يغلوا ولا يقتلوا وليداً ولا امرأة ولا كبيراً فانياً ولا منعزلاً بصومعة ولا يقربوا نخلاً ولا يقطعوا شجراً ولا يهدموا بناءً، فأين أنتم من دين محمد؟!

مأساة نعيشها من قتل وهرج بين ثنايا عقول حان لها أن تستيقظ من جهلها وتخجل من نفسها إذ ظنت أنها تطبق شرع الله وهي أبعد عنه من أي كان، حان لها أن تخفي وجهها في التراب بعد تسطيرها بجهل حكاية الحقبة الرديئة لأمة المليار ونصف المليار، حان لها أن تعي أن الجهالة عدو صاحبها، وصاحبها عدو لنفسه، ولتتذكر دوماً أن الإسلام لم ينتشر يوماً بحد السيف، بل بمكارم الأخلاق.

Email