ثورة الماء والملح

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاد خضر عدنان الأسير المحرر بعد ٥٥ يوما من العزة والجبروت مضربا عن الطعام، مؤكدا للعالم أجمع أن الإرادة لا بد أن تنتصر وأن ظلام السجن وجبروت السجان لا يساويان شيئا أمام صاحب الحق، ضاربا أروع الآيات في الكرامة لتعانق عنان السماء، ومسجلا اسمه على رأس كشوفات عمالقة الصبر.

عاد خضر عدنان محررا من ظلمات سجون الاحتلال الاسرائيلي الغاشم بعد اعتقال إداري دون توجيه تهمة معينة أو لائحة اتهام استمر ١١ شهرا، مؤسسا بإضرابه للمرة الثانية عن الطعام منهجا رياديا للكفاح تحت عنوان سلاح الأمعاء الخاوية.

سلاح اثبت من جديد أنه الأجدر في مكافحة السجان الصهيوني، سلاح أجبر سلطات الاحتلال الاسرائيلي بكامل قياداتها وساستها وأيدلوجياتها على الرضوخ لمطالب رجل تسلح بقطرات ماء وذرات من الملح وغلفها بالروح والعزيمة واضعا نصب عينيه عنوان مجد شكل بكرامة لقهر السجان.

رغم أن مفهوم الإضراب عن الطعام وجد في ايرلندا قبل المسيحية، ورغم تسجيل الكثير من المضربين أسمائهم في التاريخ بعد نجاح إضرابهم، إلا ان إضراب الأسرى الفلسطينيين مؤخراً بقيادة الأسير المقدسي سامر العيساوي صاحب أطول إضراب عن الطعام وخضر عدنان شكل منعطفا جديدا في المقاومة والكفاح ضد الاحتلال الاسرائيلي، وقد اثبتت معركة الماء والملح نجاعتها في كسر جبروت أقوى جيوش العالم، سيما أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لطالما خشيت في حال وفاة احدهما بعد تدهور الحالة الصحية بسبب رفض تناول الأدوية والزاد بعد محاولات بالقوة من إضرابات عارمة تشغل المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بأكبر إضراب عن الطعام في تاريخ البشرية.

فنجاح سامر العيساوي وخضر عدنان يجب أن يزرع في أذهان الاسرى البواسل مفهوم مقاومة ظلم السجان بالماء والملح، ففي حين كان الإضراب جماعيا مخططا ضمن أجندة موحدة وتحت مطلب واحد وهو الإفراج العاجل عن كافة الأسرى القابعين في زنازين الغاصب المحتل، ستسجل المقاومة الفلسطينية فصلا جديداً للكفاح بحكاية ثورة الماء والملح.

Email