أيام حاسمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستعد مصر للاحتفال بافتتاح مشروع قناة السويس الجديدة في مطلع شهر أغسطس المقبل. وهي مناسبة كبيرة بكل المعايير، حيث يشكل هذا المشروع رمزاً لانطلاtقة كبرى تتأهب لها مصر في مختلف مجالات التحديث والتنمية، على الرغم من كل التحديات التي تواجهها.

وهذا الاستعداد يأتي عقب إحباط أجهزة الأمن المصرية محاولة لاستهداف القناة، جاءت في إطار تصعيد من جماعات الإخوان لجرائمها الإرهابية، ويكفي أن نتذكر في هذا الصدد ما أعلنه الناطق العسكري باسم الجيش المصري من مقتل 252 إرهابياً منذ أول يوليو الحالي، وضبط 13 مطلوباً أمنياً و63 فرداً مشتبهاً بهم، إضافة إلى تدمير 18 مقراً للعناصر الإرهابية.

هكذا فإن الصورة التي حاولت الجماعة الإرهابية أن ترسمها للمشهد العام في مصر هي صورة تتوالى فيها الهجمات والانفجارات، ولكن المحصلة النهائية كانت تمكن الجيش والشرطة بالتعاون مع أبناء الشعب المصري، من إحباط هذا المد الإجرامي، والحيلولة دون تحقيق أهداف من يقفون وراءه.

ومن المهم أن نلاحظ هنا أن الأحزاب المصرية قد وحدتها، في استثناء نادر خلافاتها التقليدية، في مواجهة الإرهاب، وإن كان مطلوباً أن تصعد هذه الأحزاب جهدها بما يرقى إلى مستوى هذه المواجهة وتجاوزها.

وإذا كان الشارع المصري قد ساده الإجماع على رفض هذه الموجة من الأعمال الإرهابية، فإن جهوده ينبغي أن تتصاعد، بالتعاون مع مؤسسات الدولة في هذه الأيام الحاسمة، لقطع الطريق على العناصر الإرهابية، التي وصل بها توجهها الإجرامي إلى حد إدخال أطنان من المتفجرات إلى الدلتا والوادي لتنفيذ جرائمها.

إنها أيام حاسمة حقاً تلك التي تعيشها مصر، ولسنا نشك في أنها قادرة على تجاوز ما تحفل به من تحديات، وأن تجمع إلى هذا كله المضي قدماً في تحقيق آمالها في مسيرة التنمية والتحديث في خطوط متوازية.

الآن يكتب التاريخ في مصر، والآن يشمر أبناؤها عن سواعدهم، كما اعتادوا في أيام المواجهة، والغد لا يحمل لهم إلا النصر والإنجاز.

Email